منتدى ثوار حوران لدعم الثورة السورية
منتدى ثوار حوران لدعم الثورة السورية
منتدى ثوار حوران لدعم الثورة السورية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ثوار حوران لدعم الثورة السورية

إذا الشعب يوماً أراد الحياة ... فلابد أن يستجيب البقر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
لن تركع امة مطلبها الحرية ((عاشت سوريا حرة ابية))

 

 أنا إنسان.. ماني وحش - ليلى مار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
لا أنحني إلا لله
المدير العام
المدير العام
لا أنحني إلا لله


سوريا الحرة
ذكر
عدد المساهمات : 994
نقاط : 1389
تاريخ الميلاد : 21/04/1984
العمر : 40
تاريخ التسجيل : 22/10/2011
الموقع : منتدى الثورة السورية
العمل/الترفيه : مصمم / نت
المزاج : مشروع شهيد

أنا إنسان.. ماني وحش - ليلى مار  Empty
مُساهمةموضوع: أنا إنسان.. ماني وحش - ليلى مار    أنا إنسان.. ماني وحش - ليلى مار  364988687الخميس مارس 15, 2012 3:58 am

أنا إنسان.. ماني وحش - ليلى مار  %D8%A3%D9%86%D8%A7+%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86+%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A+%D9%88%D8%AD%D8%B4
أخبرت السائق أبو إياد أن يأتي في الليل ليأخذني إلى المطار، وطلبت من الجارة أن تُحكم إغلاق باب بيتي بالقفلين بعد خروجها في كل مرة تأتي فيها لتطعم القط، تحسباً لكل احتمال مزعج قد تأتي به الأيام القادمة أثناء سفري.
لم يكن المطار مكتظاً عندما وصلنا إليه، وعندما اتجهت إلى جهاز كشف الأمتعة نادى الموظف هناك بصوت عال مزعج، وبلهجته المعروفة أحد العمال مكرراً بطريقة سمجة جدا مبالغ فيها: ساعد خالتك.. ساعد خالتك!
وسرعان ما هرول عاملان يريد كل منهما الانقضاض على حقيبتي الوحيدة الصغيرة ورفعها إلى الشريط المتحرك للحصول على ما فيه النصيب؛ فقلت لهما بانزعاج: لست بحاجة لرجلين ليرفعا حقيبة أستطيع رفعها وحدي.

عند السلم الكهربائي الوحيد المتواجد في مطارنا العتيد، تعالت أصوات الموظفين من وراء ظهري تستفسر عن وجهتي، وكل منهما يريد توجيهي، مخافة أن أتوه من كثرة السلالم والطوابق، واضعين في عين الاعتبار أنني قد لا أفقه شيئاً من أمر شاشة المعلومات الالكترونية، أو قد أكون أميّة لا أستطيع حتى قراءة عبارة بوابة رقم كذا!

في الطابق العلوي، وبعد أن تجاهلت نداءات الموظفين المتواجدين هناك للمساعدة فقط، كما العمال.. جلست، وقد اعتراني ذات الشعور البغيض الذي يعتريني دائماً كلما وطأت قدماي أرض هذا المطار "المتخلف"، وحضرت في بالي تلقائياً تلك المقارنات مع مطارات الدول الأخرى..
وعذراً منك يا دمشق؛ فمطارك لا يليق أبداً بك، ولا بعراقتك وعظمتك، وتباً للصوص السفلة الذين سرقوا منك حتى بوابة دخول العالم إليك!

تناهى إلى مسمعي صوت أم كلثوم قادم من محل الحلويات قبالتي، وهي تغني:
"الليلة عيد"؛ فقلت لنفسي: أية ليلة وأي عيد؟.. والناس تُقتل في الليل، وفي العيد؟..
كم هو متلبد الأحاسيس ذاك الرجل الذي ترك أم كلثوم تغني من مسجلته.
وقمت أتمشى؛ ولكن كلما اقتربت من محل لأتأمل معروضاته، أزعجني صوت البائع الذي لا يكل ولا يمل من ترديد جملة: أهلا مدام.. تفضلي مدام.. في عنا...
لم أستطع متابعة تجوالي وعدت أدراجي؛ فهذه ليست هي الطريقة التي تجعل المرء يرغب بالشراء؛ بل هي تأتي بالنتيجة العكسية تماماً.. بالنسبة لي على الأقل.

***
بعد أن خرجت من الطائرة الثانية، حيث لا طيران مباشر إلى وجهتي النهائية، كان قطار المطار الخاص بنقل الركاب من مبنى فيه إلى آخر ينتظرني مع باقي المسافرين، وبعد أن مشيت في المطار مسافات، وصعدت سلالم كهربائية ونزلت غيرها، إلى حيث محطة القطار في الطابق السفلي من المطار نفسه، جلست في القطار لينطلق بي، بعد 10 دقائق من شرائي للبطاقة، إلى حيث الأولاد..
وضعت شاحن الهاتف الجوال في المأخذ الكهربائي الموجود عند مقعدي قرب النافذة، وأردت إرسال رسائل قصيرة لأهلي أنني وصلت بالسلامة؛ فلم تكن الخدمة متوفرة مع أنني مشتركة فيها، وقد فعّلتها قبيل سفري وجاءتني فوراً من شركة الاتصالات المخلوفية رسالة تؤكد تفعيل الخدمة!!
لعنت في سري الشركة ومخلوفها.. فهذه ليست أول مرة يفشل فيها تفعيل هذه الخدمة المدفوعة مع شركة رامي الحرامي!
توقف القطار في محطته النهائية، وكبست الزر فانفتح الباب القطار، وامتدت للخارج فوراً درجة تساوي في ارتفاعها رصيف البوابة كي أتمكن بسهولة من جر حقيبتي ذات الدواليب عليها دون حاجة لحملها وتنزيلها، وقلت لنفسي: فعلاً.. إنه لأمر يدعو للإعجاب والتقدير..
ذلك الاهتمام حتى بأصغر التفاصيل من أجل راحة الإنسان في هذا البلد.

***
دخلت البناء مصحوبة بضجيج الأولاد الفرحين بقدومي، وجاءت زميلة ابني الاسبانية الأصل تزورنا وترحب بقدومي، فناولتها اسطوانة ليزرية وقلت لها: سوف تعجبك هذه الموسيقى، وهي مزيج من أنغام العود والقيثارة..
فقالت لي باتريثيا:
إن لنا جذورنا المشتركة ولنا أجدادنا المشتركين عبر مئات من السنين، وموسيقانا وطريقة حياتنا المتشابهة.. ولكن في اليوم التالي، وفي المدخل، قابلت جارة أولادي (الشابة أيضاً) مرغريت، التي فاجأها قدومي؛ فأطلقت نكتة ليس فيها من محتوى سوى الغباء المصحوب بالسماجة الناتجة عن قلة الذوق:
اوه.. لقد ظننت أن بيتك قد تم تفجيره!!
وفي ذات المساء، أي مساء السبت 3/3 علمت أن عدد الشهداء وصل إلى رقم قياسي هو: 231 شهيداً قضوا، بينما اوباما بعد لقاء في "ايباك" يفكر بإمكانية الحوار مع بشارون، وكذا يفكر عنان!

***
في اليوم السابق لسفري جاءت أنجلا تحمل معها باقة جميلة من زهر النرجس..
هي صديقتي منذ 32 سنة، وقد بقينا على تواصل رغم المسافات وتغيّر الظروف ومرور السنين..
لم يتسنى لي لقاء أنجلا في المرة السابقة، كونها كانت في سفر خارج البلاد عند قدومي، وكان الوضع القائم في سورية هو محور حديثنا الرئيسي.
أخرجت أنجلا من محفظتها منشوراً لتجمع أحزاب سياسية يتضامن أعضائها في بيانهم المشترك، مع الشعب السوري ضد طاغيته، وبضع قصاصات ورقية من جرائد أدلى كتّابها بدلوهم في القضية السورية، وكان ما ورد فيها يشرح الحال كما هو.. فالعالم كله بات يرى، والتعتيم الإعلامي ولّت أيامه إلى غير رجعة، ولم تعد معرفة الأمر هي المطلوبة؛ بل كيفية التعامل معه، وليس التعامي عما يجري من قتل وتعذيب وانتهاك حرمات وخراب.

وفي ذات المساء جلست إلى الكومبيوتر لأبحث عن الوقت الأسرع للانتقال الأسهل ما بين رحلة الحافلة، ابتداء من موقف الحافلة حيث يقطن الأولاد، وانتهاء بالقطار المنطلق إلى المطار في رحلة العودة، وفي يوم السفر، أي يوم السبت 10/3، وأثناء انطلاق الحافلة بي إلى محطة القطار، قرأت على الشاشة الموجودة داخلها لنقل أخبار العالم والأخبار المحلية والنشرة الجوية إلى الركاب، خبر قصف عنيف ومحاولة اقتحام قوات العصابة الأسدية لمدينة ادلب!

***

في مبنى المطار، أو بالأحرى مجمّع المطار الهائل الذي يضم عدداً كبيراً من بين المقاهي والمطاعم الجميلة المريحة، ويقدّم كل ما يلزم من خدمات متنوعة، كان لدي من الوقت ما يكفي للتجوال، وقضاء الوقت بالنظر إلى المعروضات من السلع الفاخرة، دون أن يلاحقني أي من الباعة بعبارات: أهلا مدام.. تفضلي مدام.. في عنا...
وعندما حطّت بي الطائرة الأولى مرة أخرى في مطار أنقرة، عاد ذلك السؤال يلّح في بالي مرة أخرى:
بماذا يتفوق علينا الأتراك الذين تتطوّر بلادهم بإطّراد، وتسبق بلادنا بمراحل في كل المجالات؟!
ولماذا، وقد انهارت إمبراطوريتهم، التي أطلق عليها الأوروبيون مطلع القرن الماضي، لقب"الرجل المريض"، لم يأتهم (كما أتانا) دكتاتور ينهب ثرواتهم، ويتركهم في مكانهم يتخبطون، بل أتاهم "بابا أتاتورك" الذي عمل على تحديث تركيا، بغض النظر عن بعض أفكاره؟!
هل السبب في تطوّر جارتنا المسلمة، وبقاءنا في أماكننا، بل حتى تراجعنا للوراء، هو فقط ابتلاؤنا بدكتاتور جاء بانقلاب فرحبنا به، ورضينا به حاكماً علينا، يدغدغ أحلامنا بشعارات الزيف، ثم تركنا له الحبل على الغارب كي يبطش بنا ويسرق ويتفرد بالسلطة ثم يورّثها، أم أن هناك للعلة أسباب أخرى تكمن فينا؟؟!
عندما هبطت الطائرة الثانية في مطار دمشق، ووقف الركاب السوريون ليأخذوا أمتعتهم، بمجرد أن هبطت الطائرة، وقبل أن تتوقف عن الحركة وتشتعل أنوارها الرئيسية؛ عرفت جزءاً يسيراً من الجواب على سؤال كان يلح عليّ!
ربما هي الثورة التي نحن حقاً بحاجة إليها كي نتشكل بشراً سوياً من جديد..
ربما هي الثورة التي ستطهرنا جميعاً في أتونها، وتعيد صياغة جوهرنا من جديد.

***

بعد انتظار طويل لظهور حقيبتي على الشريط المتحرك، ثم انتهائي من الوقوف طويلاً بانتظار دوري أمام الشرطي، كي يقلب صفحات جواز سفري ويضع عليه الختم، خرجت أخيرا لأجد أبو إياد ينتظرني بصبر..
- كيف الأخبار يا أبو إياد..
- والله وكأنو ما في شي.. يوم الجمعة كان الطريق مليان ناس عم تعمل سيران!!
- سيران؟!
- مع أن المازوت صار سلعة نادرة، وكل شيء غالي الثمن ومرتبط بالدولار الذي ارتفع حتى وصل إلى 110 ليرة؛ فجن جنون الناس وتدخلت الحكومة من أجل أن يعاود هبوطه!
- هي مجرد خدعة وسخة من هذه الحكومة.
- لقد احتفلوا بيوم آذار بالرقص والغناء!

مررنا في الليل أمام عدة حواجز أمنية وترسانات من أكياس الرمل، وقريباً من بيتي رأينا حادث تصادم طازج الحدوث بين سيارة أجرة وسيارة أخرى، وحضرت الشرطة..
قال أبو إياد معلّقاً: كله من الفوضى..
- طبعاً.. الإشارة حمراء؛ لكن الدنيا ليل، ولا شرطي يراقب، وللمخالفة إغراء لا يقاوم ولكنه ينتهي بحادث مؤسف كهذا!
وأخبرته عن الركاب في الطائرة الثانية، وأردفت:
- لقد استنبط الإنسان القوانين من أجل تنظيم حياته، لكن الفوضى تجري في دمنا وكذلك حبنا لمخالفة القوانين.. حتى تلك الموضوعة لحمايتنا.

***
في صباح الأحد 11/3، وأنا متوجهة لأول يوم عمل بعد العودة من السفر، فكرت بكل تلك القوانين التي استنبطها بنو البشر لحمايتنا، وضرب بها نظام العصابة عرض الحائط، ولم يبق منها مما يطبّق سوى النذر اليسير، كقانون السير، وحتى إشعار آخر!
وقبل انطلاقي على الطريق السريعة لمحت عيناي لافتة موضوعة منذ شهر تشرين الثاني مكتوب عليها:
الحركة التصحيحية عزّزت إنسانية الإنسان!!!
شعرت بالألم والغضب والرغبة في الخروج من السيارة لتحطيم تلك اللافتة المتسخة بأكذوبة حقيرة، وقد دوّت في أذني بصوت صاعق، كرد عليها، تلك العبارة الشهيرة التي قالها ذلك السوري المتألم أمام الكاميرا:
أنا إنسان.. ماني حيوان!

إنسان.. ومن يهتم لحياة الإنسان في عالم الوحوش؟!..
وحوش تقتلنا في الداخل، ووحوش تتفرج على قتلنا وتشارك في نهش لحومنا في الخارج..
في الليل، وبعد مشاهد الموت والألم في ادلب، تقتحم الوحوش المتعطشة للمزيد من الدماء منازل وتُرتكب مجازر في حي كرم الزيتون والعدوية في حمص، وتقوم الوحوش الأسدية بهمجية بدائية بذبح 53 طفلا وامرأة، منهن من اغتصبت.
لم يعد النوم يجد لعيني سبيلا بعد هذا الخبر القادم عبر الشاشات الفضائية بعد منتصف الليل..
وكيف أنام، ورائحة الدم المنسكب في غرفة معيشتي تزكم أنفي وتكاد تخنقني؟؟!..
كيف أنام، وصراخ الضحايا من نصل السكين ولظى النار يصم أذنيّ ويذبح روحي ويحرق قلبي؟؟!
كيف أنام، والفتيات الحمصيات عاريات مذلولات مستباحات من الوحوش البشرية، لا نصير لهم ولا منقذ، وقد ماتت الشهامة والكرامة وغيرها من الأخلاق الإنسانية والتعاليم الدينية في نفوس الرجال؟؟!
يبدأ المؤذن بالدعاء من مئذنة الجامع القريب مستبقاً أذان صلاة الفجر..
وأقول لنفسي، وقد صمت التلفاز: عساه يدعو في سره لأهل حمص إن كان لا يجرؤ على الدعاء في العلن، والشبيحة الذين لا يعرفون الله، على أي حال، في دمشق نيام أو سكارى!
يؤذن الصبح؛ فأشعر بعدم الرغبة في الصلاة، وأناجي ربي: يا الله.. لماذا لا تستجيب؟!
أستغفر ربي وأصلي الصبح وأنا غير قادرة على التركيز، وأندس في الفراش لأنام لساعتين نوماً لا حلم فيه ولا كابوس..
فالكابوس خرج من نطاق النوم ليمشي على الأرض السورية متنقلاً ما بين مدينة وأخرى، وحي وميدان، وأخشى أن نكون قد تعودنا عليه ولم يعد يخيفنا، وأن نكون قد تحوّلنا نحن أيضاً، دون أن ندري إلى مجرد وحوش..
وحوش خرساء لا تشرب الدم، ولا تنهش اللحم، ولكنها اعتادت على لونه ورائحته وتلبّد لديها الشعور بالانتماء إلى الضحية التي قتلها الوحش!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أنا إنسان.. ماني وحش - ليلى مار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورية "غير"، وستصبح على خير - ليلى مار
»  النظام سقط وبإنتظار المفاجأة - ليلى مار
» ليلة سقوط الوحوش - ليلى مار
» حديث الشارع الدمشقي: حيص بيص الثورة (1) - ليلى مار

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ثوار حوران لدعم الثورة السورية  :: القسم الإخباري-
انتقل الى:  
الساعة الأن بتوقيت (سورية)
جميع الحقوق محفوظة لـمنتدى ثوار حوران لدعم الثورة السورية
 Powered by ®https://thwarhoran.yoo7.com
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010