صبرا: طرد السفراء منعطف حاسم سيعيد ملف سوريا إلى مجلس الأمن
أكد عضو الأمانة العامة في "المجلس الوطني السوري" جورج صبرا، أن طرد
الدول الغربية السفراء ورؤساء البعثات الديبلوماسية السورية احتجاجاً على
مجزرة الحولة التي ذهب ضحيتها 108 مدنيين
بينهم 48 شخصاً "يشكل منعطفاً حاسماً في مسار الثورة السورية"، مشدداً على
أن "الخطوة الايجابية" التي اتخذها المجتمع الدولي "بطرد السفراء من المهم
أن تتبعها خطوات أكثر حسماً لأن النظام السوري بات يشكل خطراً ليس على
الشعب السوري فحسب بل على أمن المنطقة".
صبرا، وفي حديث لصحيفة
"الراي" الكويتية" أكد "أن التحول في الثورة لا يرتبط بالمعطيات والاستجابة
الخارجية فقط، بل يأتي انسجاماً مع التحولات التي يشهدها الحراك الشعبي
الذي دخل مرحلة جديدة بدأت بالاضراب وستصل الى العصيان المدني"، موضحاً "أن
هذا العصيان سيمكّن الشعب السوري الخلاص من هذا النظام الدموي"، ومطالباً
"مجلس الأمن اتخاذ إجراءات رادعة تحت الفصل السابع ضد النظام لوقف العنف
ووضع حد للآلة العسكرية الوحشية التي تقتل الشعب السوري".
وأثنى
على تصريحات الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي لم يستبعد الخيار العسكري
في سوريا "شرط ان تتم مناقشته في مجلس الأمن"، وقال: "إن المجلس الوطني
السوري لم يتفاجأ بموقف الرئاسة الفرنسية الجديدة، لأنها تستكمل ما بدأته
الرئاسة السابقة، وهذا يؤكد أن الادارة الفرنسية لم تبدل موقفها تجاه قضية
الشعب السوري العادلة"، مضيفاً: "تصريح الرئيس الفرنسي يشكل خطوة الى
الأمام ونأمل أن يدرك المجتمع الدولي بعد هذا المخاض المؤلم الذي تمر به
الثورة السورية أهمية حسم الملف السوري بالقوة لأن هذا النظام لا يفهم إلاّ
بلغة القوة".
واستبعد الخيار العسكري "لأن الأجواء الدولية غير
مؤهلة"، مرجحاً عودة الملف السوري إلى مجلس الأمن وقال: "نعتقد أن التطورات
الأخيرة لا سيما طرد السفراء من الدول الغربية سيدفع الملف السوري بسرعة
نحو مجلس الأمن لسببين: الأول أن الداخل السوري وصل إلى منعطف خطير لم يعد
من الممكن السكوت عنه بعد تكررا المجازر، والثاني أن النظام بدأ يشكل خطراً
أكيداً على دول المنطقة لا سيما لبنان، إذ أنه يعمل على تصدير أزمته إلى
دول الجوار وهذا يستدعي اتخاذ موقف واضح من المجلس".
ورداً على
دعوة المبعوث الدولي العربي كوفي أنان الرئيس بشار الأسد لاتخاذ خطوات
جريئة من أجل إنجاح خطة السلام الأممية، شدد صبرا على "أن النظام لا يريد
تطبيق الخطة ولا يستطيع تنفيذ بنودها وهو لو فعل سينتهي"، مطالباً أنان
"برفع تقريره إلى مجلس الأمن بغية كشف حجم الجرائم والانتهاكات الهائلة
التي ارتكبها النظام وتحميله المسؤولية الكاملة لسقوط نحو أكثر من 13 ألف
شهيد".
وحول اتهام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "المجلس
الوطني" بالتحريض على الحرب الأهلية، أسف صبرا "لما وصلت اليه السياسة
الخارجية الروسية"، وقال: "هذا التصريح الذي أدلى به السيد لافروف غير
صحيح، والقيادة الروسية على الرغم من كل المجازر التي وقعت في سوريا
وخصوصاً مجزرة الحولة، ما زالت تدافع عن النظام وهي تقف إلى جانب القاتل
والجلاد في حين أن الشعب السوري يُذبح كل يوم، وبدل أن تطالب موسكو بوقف
القتل تدعم الطاغية".
وشدد على أهمية ما أعلنه الناطق باسم
المفوضية العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة روبرت كولفيل حين قال في
مؤتمر صحافي عقد أول من أمس إن معظم ضحايا مجزرة الحولة في سوريا أعدموا
استناداً إلى النتائج الأولية لتحقيق أجرته الامم المتحدة وأن اقل من عشرين
من عمليات القتل الـ108 يمكن أن تنسب إلى إطلاق نار بالمدفعية والدبابات،
منوهاً بالنتائج الأولية التي توصل اليها كولفيل.
وأوضح صبرا "أن
تقرير المفوضية العليا للأمم المتحدة يقدم الأدلة على أن النظام ارتكب هذه
المجزرة وليس من الصعب على الدول الغربية الاستعانة بالاقمار الاصطناعية
والأجهزة الخاصة من أجل تحديد هوية القاتل"، لافتاً من جهة أخرى، إلى أن
"ملف المخطوفين اللبنانيين (الـ11) في يد الجيش السوري الحر، وهو المسؤول
عن هذا الملف ونأمل أن يصل في تحقيقاته إلى نتائج جيدة للمساهمة في الافراج
عن المخطوفين"، ونافياً أي علاقة للمعارضة السورية بقضية المخطوفين "لأن
هذا الإجراء ينعكس سلباً على الثورة السورية الشريفة التي ترفض المنطق
الطائفي".