صاحب إيميلات بشار التي لم تسرب.. يكشف لماذا لم يسقط وكيف ستحول الكعبة إلى قم؟!

يلومني أكثر الأصدقاء على ابتعادي عن
الساحة الإعلامية بما فيها الفيس بوك والتويتر ومدونتي التي كنت نشطًا فيها
في بداية الثورة ضد اللانظام العبثي. لن أقول أن السبب هو الإحباط، والفضل
في ذلك يعود إلى صمود أهلنا في الداخل وإصرارهم على تحرير سوريا من فكي
الوحش المفترس، السبب هو خجلنا من تضحيات أبناء سوريا التي يعجز قلمي عن
وصفها وتعجز مشاعري عن توصيفها. ولكن لاطلاعي على بعض ما يدور في كواليس
ودهاليز المطابخ السياسية الدولية بالإضافة إلى اطلاعي على كامل إيميلات
بشار الأسد وزوجته، والتي يبلغ عددها فوق الـ 7000 وليس فقط 3000 التي تم
تسريبها من خلال الجارديان ومن ثم العربية.

تلك الايميلات التي لم يتم تسريبها، والتي تكشف مدى التآمر الدولي على
ثورتنا وكيف يريدون تحويل تضحياتنا ودماء شهدائنا إلى ملف تفاوضي قابل
للمساومة في بورصة لعبة المصالح. تلك الإيميلات التي سوف تنشر قريبًا ودون
أي روح انتقائية أو انتقامية بل كما هي.

ومن خلال متابعتي الدقيقة طوال الفترة الماضية للحراك الثوري واطلاعي
على الإيميلات فإنني أضع بين أيديكم هذه الدراسة الموجزة ومن وجهة نظري
المتواضعة لعلها تفيد أو تخدم قضيتنا.

وهنا أحاول أن أشرح بشكل مختصر مواقف الدول

تركيا: غير جادة في تغيير النظام، وهناك العديد من
المراسلات التي تؤكد كلامي بالرغم من مواقف أردوغان الإعلامية والتي
اعتبرها قنابل صوتية. ولمن يشكك في كلامي لن أقول له سوى كلمة واحدة، لماذا
لا يعترف الأتراك بمن يسمونهم ضيوف بأنهم لاجئون؟ ولو اعترفوا لكانت
الخطوة الأولى في رحلة تدويل قضيتنا، ولكنهم لا زالوا يرفضون اعتبارهم
لاجئين بل ضيوف، وهذا بحسب المحضر الموقع بين أوغلو وبثينة شعبان في آخر
زيارة له لسوريا، والتي أكد فيها أوغلو أنهم لن يقرّوا بوجود لاجئين لكي لا
يتم تدويل القضية، بالإضافة إلى محاضر بين رؤساء الاستخبارات في البلدين
واتفاقاتهم. فثورتنا بالنسبة لهم هي ورقة تفاوضية يلعبون بها حسب مصالحهم
فقط.

الأردن: غير جاد في تبني فكرة تغيير النظام، بل كل
طموحة هو إضعاف النظام، وذلك لأنه ليس له مصلحة في التغيير، وتخوفه من
نتائج التغيير والخوف من القادم ومن المفاجأت، هذا في حال قرر النظام
الانتقام قبل رحيلة. ولن يقبل بالاعتراف بتدويل القضية من خلال الاعتراف
بوجود لاجئين أو المساهة بإنشاء منطقة عازلة وذلك بسبب هشاشة الوضع الداخلي
وامتلاك بعض الأوراق من قبل سوريا أو حلفائها داخل الأردن.

العراق: موقفه واضح ولا يحتاج إلى شرح.

لبنان: سياسة النأي بالنفس مع حق استخدام الفيتو من قبل حزب الله لتلك السياسة بما يخدم مصالح النظام السوري.

السعودية: هناك موقفان في السعودية، ولكنها تعمل لخدمة
هدف واحد وهو إضعاف النظام وليس إسقاطه. ففي آخر لقاء بين الأمير مقرن
ومسؤولين أمنيين سوريين كان هناك خمس نقاط أُثيرت خلال المفاوضات.
وبالمناسبة، فمن سرب خبر اختراق إيميل الأسد هو الاستخبارات السعودية عن
طريق مساعد رئيس الاستخبارات السعودية الأمير عبد العزيز بن بندر، وأنا
مسؤول عن كلامي وليقاضِني إن استطاع.. ولن يستطيع.

الإمارات: موقفهم غير واضح المعالم، وهناك تردد في
اتخاذ القرار. وقد يكون هناك بعض الأوراق التي لم يلعبها النظام ويعرفها
ويدركها حكام الإمارات. وهذا أيضًا ورد في أحد إيميلات حافظ مخلوف لبشار
الأسد وفيها ملف مرفق يكشف القطب المخفية في عدم وضوح الموقف الإماراتي.

الكويت: هناك من يخشى من فضح ما لدى السوريين من أوراق
ضد بعض الشيوخ من أصحاب القرار، وهذا ما أكدته إحدى الإيميلات المرسلة من
مخلوف إلى الأسد.

قطر: الدولة الوحيدة التي سخرت كل إمكانياتها وبصدق
لخدمة الثورة، ولكن هذا هو السقف الأعلى. هي تملك الجزيرة وتقدم الدعم
السياسي والدبلوماسي والمالي ولو أنه مقتصر على بعض التيارات، وهذه نقطة
تحسب عليهم.

إسرائيل: ليس لها أي مصلحة في تغيير النظام، مصلحتها
في إضعافه ونزع أوراقه وخصوصًا بعد التغيير الحاصل في مصر والتخوف مما
سيحصل في الأردن، وسوف تجري إسرائيل مفاوضات سلام سرية برعاية روسية غير
معلنة وسيتفقون على توقيع معاهدة سلام يعلن عنها بعد القضاء على الثورة لا
سمح الله. وهي السبب الرئيس في تذبذب الموقف الأمريكي والأوروبي أحيانًا،
فمجريات الأحداث في مصر تثير مخاوف كثيرة لديهم وخصوصًا مع ما يثار حول دور
القاعدة في المنطقة والتنظيمات الأصولية وخشيتها من تسرب الترسانة
الكيماوية والصواريخ، وهذا يعني توتر الجبهة التي كانت هادئة لفترة أربعين
عام.

أمريكا: دور متقلب بحسب بورصة لعبة الانتخابات
ومتطلباتها وبحسب ما يخدم مصالح إسرائيل وحاجة المرشحين للتأثير على اللوبي
الإسرائيلي. ومراحل التفاوض مع إيران حول مجمل الأوضاع في المنطقة من
أفغانستان مرورًا بباكستان والخليج وليس فقط حصرًا بالنووي.

روسيا والصين: موقفها لا تراجع عنه،
فهو جيواستراتيجي، وما تحققه من نجاحات في الاستراتيجي والتكتيكي يزيدها
تصلبًا خصوصًا أن سوريا هي آخر معاقلها في المنطقة، مع الأخذ بالحسبان ما
يخطَّط له من إمكانية توقيع معاهدة سلام سورية إسرائيلية برعاية روسية
أحادية يمنحها إمكانية تعاظم دورها في المنطقة. مع إمكانيات تقهقر
الاتفاقات الموقعه مسبقًا بين كل من مصر والأردن. وفي حال تم التوقيع على
الاتفاق هذا يعني إنهاء ورقة حزب الله، وبالتالي يعطي الروس الحق في أن
تصبح الرقم الأصعب في معادلة اللعبة الأممية. بالإضافة إلى أن سوريا تقع في
قارة آسيا، وبالتالي فإن المحطة التالية هي إيران، وهذا يعني أن روسيا
والصين هي المحطة الأخيرة لو استطاعت الثورة أن تتجاوز سوريا.

أوروبا: كان موقف ساركوزي مميزًا، وهو موقف شخصي انتهى بخسارة ساركوزي، والموقف البريطاني متقدم، ولكنهم يفضلون العمل في الظل دون فلاشات.

وفي الختام.. لكي لا يُفهم أنني أحاول أن أعطي تصورًا عما قد يفهم منه
أن يخدم النظام أو يحبط الثوار، أقول إن الثمن لو تراجعنا هو أكبر وأفدح
ليس على مستوى سوريا فقط. بل سوف أكتفي بنشر إيميل لكي لا يساء فهم بعض ما
تم شرحه، وأقول كردّ على ذلك أنه في إحدى رسائل شهرزاد الجعفري -وهي إحدى
محظيات بشار الأسد وعشيقته- من ضمن مجموعة تقول له في أحد الإيميلات أنه
بعد القضاء على الفورة، هكذا يسمون الثورة، سوف نقوم بتغيير عنوان الكعبة
من مكة إلى قم، فيرد عليها بشار الأسد “ههههههههه”. وذلك لأنني تطرقت
للأمور بكل تجرد ودون أن أزخرفها لكي يعرف الجميع حقيقة ما يدور في
الكواليس الدولية، إنني مدرك أن علاقات الدول لا تحكمها القيم ولا المبادئ
بل المصالح، ولكن حتى هذا العرف يتأثر بالقضايا التي تمس المشاعر الإنسانية
في حال زادت الأمور عن الحد.

وهذا الإيميل يجب أن يصل إلى كل المسلمين في العالم لكي نعرف حقيقة هذا النظام.

لماذا لم تنجح الثورة السورية رغم الضريبة الكبيرة التي دفعها
الشعب السوري، ولم يحصل في سوريا ما حصل مع بقية الدول التي انتفضت شعوبها
لغاية اليوم؟

1. استفادة النظام من أخطاء الأنظمة التي سبقته كمصر وتونس واليمن وليبيا.

2. اختلاف أطياف المعارضة السورية فيما بينها في الخارج وعدم توحيد صفوفها.

3. اختراق المعارضة في الخارج من قبل أجهزة استخبارات النظام.

4. عدم وجود دراسة علمية لأسباب نجاح الحراك الثوري في
كل من مصر واليمن وتونس وتسليط الضوء على تلك الأسباب والثغرات التي
استفادت منها شعوب تلك الدول.

5. عدم وجود قيادة موحدة في الداخل وافتقارها للتنسيق فيما بينها، لأن الحراك بحاجة إلى إدارة اليوم وليس فقط إلى الإثارة.

6. عدم حصول انشقاقات في المستوى الأول من أركان النظام.

7. افتقار من يقود الحراك في الداخل للخبرة في العمل الثوري المنظم.

8. عدم وضع آليات لكيفية تحقيق الهدف وهو إسقاط
النظام، تم وضع الهدف ولكن لا وجود للخطوات التي ستحقق الهدف ولا آليات.
وهنا آتكلم عن بداية الانطلاقه، أما اليوم فتجد أننا ندور في حلقة مفرغة.

لماذا نجحت الثورات في كل من مصر وتونس واليمن وليبيا؟

1. كل الدول التي سبقت كانت فيها مشكلة التوريث، وكانت
كالنار تحت الرماد. ولما لتلك المشكلة من إسقاطات في نفوس شركاء الرئيس
سواء من أركان النظام أو التجار مما تسبب في محاولة اتباع سياسة النأي
بالنفس ومعاقبة الرئيس والتخلي عنه بسهولة. أما الرئيس السوري فقد تجاوز
تلك المرحلة بعشر سنوات، وليس دقيقًا التذرع بقوة النظام، فكل الدول التي
سبقت كانت أنظمتها شبيهة إلى حد ما بطبيعة النظام في سوريا، إن سد مأرب
استطاعت الفئران هدمه.

2. جميع تلك الدول كان فيها هامش من الحرية فيما يتعلق
بمنظمات المجتمع المدني أو أحزاب معارضة لها وجود على الأرض وإن كان
محدودًا. وهي من تولى مهمة قيادة وإدارة الحراك. ومن يتابع لقاءات بعض رموز
الثورة في مصر كوائل غنيم سيفهم ما أرمي اليه.

مقترحات وحلول

تشكيل خلية أزمة تتولى الإشراف على النقاط التالية:

1. دراسة نقاط الضعف ومحاولة التخلص منها أو تقليلها.

2. التركيز على المعارضة التي تملك تمثيلاً حقيقيًا في الداخل وليس مجرد أسماء لا تسمن ولا تغني من جوع

3. دراسة نقاط قوة النظام ومحاولة معرفة الثغرات في
بنيته واختراقها، وهي كثيرة. وليس التركيز على الموضوع السني الشيعي. الذي
لا يخدم قضيتنا بقدر ما يجعلنا ورقة تفاوضية في مسلسل تقاطع المصالح
الدولية.

4. برامج تلفزيونية هادفة لتوجيه بوصلة الحراك بما يخدم تحقيق الهدف.

5. عدم التركيز على الجمعة واستبداله بيوم أو بأيام
أخرى لتكون هي الأساس، فاختيار يوم الجمعة يسهل للنظام صد أي محاولة اختراق
-ربما في البدايات كان الاختيار ضرورة أما اليوم فقد أصبح عبأ على الثوار.

6. توجيه الحراك في الداخل للتنسيق والتعاون فيما بينهم من خلال برامج تلفزيونية هادفه وليست للنقاش السياسي فقط.

7. استقطاب جميع رموز المعارضة إن أمكن دون انتقائية.

8. دراسة سبب نجاح تظاهرة المزة وتعميم نموذجها.

9. وضع هدف هو محاولة احتلال ساحة في قلب العاصمة
دمشق، وأفضل ساحة هي ساحة الروضة لموقعها بين تجمع عدة سفارات مشبعة بشبكة
كاميرات مراقبة، بالإضافة إلى مساحتها التي من السهل امتلاؤها.

10. السعي لإيجاد منطقة عازلة، وأقول لمن حاول أن الخطأ ليس في الفكرة ولكن في التطبيق واختيار الموقع. وعدم الاعتماد على مواقف الدول.

11. مساعدة رموز الأقليات على الانشقاق.

12. محاولة النأي بالنفس عن تحويل دماء أهلنا إلى
أوراق وملفات تفاوضية من الممكن أن تطيح بكل آمالنا وأحلامنا وتضحيات أهلنا
في الداخل. ليس صحيح التذرع بالدعم وإرضاء أطراف دولية للحصول على رضاها،
فتضحيات أهلنا التي لم يسبقهم عليها أي مجتمع ثائر هي البوصلة لتوجهنا
وخططنا، وهي من يجب أن نحسب لها الحساب، وهي من سيحدد مصيرنا وقدرنا وليس
أي جهة أخرى. لذا لا نعول على الخارج ولا أقصد أن لا نهتم لا لهم ولا بهم،
ولكن يجب أن لا تكون المواقف الدولية هي البوصلة، بل أن يكون موقف الثوار
في الداخل هو الأساس. من يقدم التضحيات وليس من يسرقها لكي يحولها إلى
أرقام في حسابات بنكية في الخارج.

بارك الله فيك خيووو
سوريا ما تحتاج الجبناء العرب او غيرهم راح تتحرر بشعبها
ربي يحفظها ويحميها وترجعلنا الغالية الحرة