حاول زعيما ألمانيا وفرنسا يوم الجمعة إقناع الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين بدعم اتخاذ مسار أكثر صرامة مع بشار الأسد. وعلى الرغم من تصريح
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بعد
اجتماعين منفصلين مع بوتين بأنهما اتفقا على السعي للتوصل إلى حل سياسي
للصراع الدموي المستمر منذ أكثر من عام، لم يظهر الرئيس الروسي أي علامة
على التزحزح عن موقفه.
وفي برلين، نفى بوتين الاتهامات، التي وجهتها مؤخرًا وزيرة الخارجية
الأمريكية هيلاري كلينتون بأن شحنات الأسلحة الروسية تستخدم ضد قوات
المعارضة السورية، وأوضح أنه يعارض الحظر المفروض على تصدير الأسلحة إلى
دمشق. وأصر بوتين “فيما يتعلق بعمليات توريد الأسلحة، روسيا لا تقدم أي
أسلحة يمكن نشرها في صراع مدني”.
وقد دعمت روسيا باستمرار نظام الأسد، وفي باريس رد بوتين على التهم
الأخلاقية الموجهة من قبل الدول الغربية بأن روسيا تؤجج الصراع بدعمها
للنظام السوري. وقال إن “الأسد زار باريس أكثر مما زار موسكو” ورد أولاند
بأن مثل هذه الزيارات كانت لسلفه المحافظ، نيكولا ساركوزي مؤكدًا “أنا لا
أقبل أي مسؤولية عن ذلك”.
وفي باريس قال أولاند إن موسكو وباريس اتفقتا على العمل من أجل التوصل
إلى حل سياسي للأزمة السورية، مع التركيز على مواصلة الالتزام بخطة السلام
التي وضعها مبعوث الأمم المتحدة كوفي عنان. لكن أولاند أصر على أنه لا يمكن
تصور التوصل إلى حل دون رحيل الأسد مؤكدًا أن الأسد فقد مصداقيته بسبب
أفعاله.
من جانبه أشار بوتين إلى أن التطرف في الوضع في سورية يهدد بتصعيد
الموقف وخروجه عن السيطرة قائلاً “هدفنا هو المصالحة بين الأطراف
المتصارعة.. نريد مساعدة جميع الأطراف على إيجاد حل سياسي”.
في كلا العاصمتين، رفض بوتين تشديد العقوبات قائلاً لأولاند “أنت تعرف
أن العقوبات لا تنجح دائمًا”. وحذر من اندلاع حرب أهلية ودعا إلى الصبر في
دعم خطة عنان التي انتهكت مرارًا منذ إبرامها في نيسان أبريل.
وكانت ميركل قد حثت روسيا على المساعدة في الحفاظ على استمرار خطة عنان،
قائلة إن لديها “انطباعًا ألا أحد لديه مصلحة في وقوع حرب أهلية، وتحدثنا
حول ما يمكن القيام به لمنع حدوث هذه الحرب”. وأضافت “ناقشنا هذه المواضيع
بهدوء شديد، وكان انطباعي أن لدينا نفس الاهتمام، وأيضًا من أجل استقرار
المنطقة ككل، ولكن ربما مع وجود اختلافات حول طريقة الوصول إلى هذا”.