أخبار البلد: أكد عضو المجلس الوطني السوري المعارض
محمد سرميني الذي دخل سورية اخيراً بعد قرار المجلس بعودة جزء من كوادره
للتنسيق مع الحراك الميداني أن المعارضة تسيطر على 50 في المئة من الأراضي
السورية.
ورأى سرميني في مقابلة مع «الراي» أن النظام «بدأ بالتفكك (…) ويعمل على
اتجاهين: تصدير الأزمة السورية الى الخارج ومحاولة إثارة الطائفية في سبيل
القضاء على الثورة»، مطالباً مجلس الأمن «بتحرك سريع تحت الفصل السابع من
أجل وقف المجازر التي يرتكبها النظام».
واوضح ان «المجزرة الوحشية في الحولة ارتكبها النظام وشبيحته بدليل ردّ
نائب وزير الخارجية جهاد المقدسي، حين قال انهم يدافعون عن أنفسهم»، مشيرا
الى ان مجزرة الحولة «تؤكد مرة أخرى أن النظام ماضٍ في حرب إبادة الشعب
السوري، وهو يحاول الى جانب المجازر اليومية التي يرتكبها تقليب طائفة ضد
أخرى، وهذا السيناريو الطائفي يدلّ على مدى انهيار النظام من الداخل،
فالمؤسسات العسكرية بدأت بالتفكك والوضع الاقتصادي ينهار بشكل سريع ما يعني
أن وتيرة العنف سترتفع في المرحلة المقبلة، عدا عن أن النظام فقد السيطرة
على جزء كبير من الأراضي السورية. فالمعارضة اليوم تسيطر على 50 في المئة
من المناطق. النظام لن يتوقف عن إبادة الشعب السوري ومجزرة حولة تكررت في
حماة حيث سقط خمسين شهيداً».
واعتبر ان «النظام الآن وصل الى أعلى مرحلة من العنف بسبب تفكك مؤسساته
ومن أجل التمويه عن أزمته يعمل في اتجاهين: تصدير الأزمة السورية الى
الخارج ومحاولة إثارة الطائفية في سبيل القضاء على الثورة. ثمة معلومات
لدينا تؤكد أن القائد العسكري للمنطقة الوسطى التي تضم حماة وادلب وحمص
تلقى أوامر بإبادة كل هذه المناطق في حال تحركها أكثر مما يمكن».
واشار سرميني الى ان «المجلس الوطني بالرئاسة المؤقتة للدكتور برهان
غليون قام بالتواصل مع الاتحاد الأوروبي ومنظمات حقوقية عالمية، وأجرى عدة
لقاءات مع وزراء الخارجية في الدول الاوروبية والعربية، في ما يتعلق
بالمجزرة المأسوية التي تعرض لها أهالي الحولة».
وتابع: «نحن الآن في صدد تفعيل الحراك الشعبي بشكل أقوى وتواصلنا مع
كافة التنسيقيات وكتائب الجيش السوري الحر. وكما يعرف الجميع طالب الدكتور
غليون بعد مجزرة الحولة بتدخل عسكري سريع لحماية السوريين. نحن الآن لدينا
قدرة على تحرير الأرض بعد سيطرة المعارضة على 50 في المئة منها، وسنجري
اتصالات من أجل تسليح الجيش السوري الحر بأسلحة نوعية».
وكشف في هذا السياق ان «المجلس يقوم بإعداد خطة استراتيجية من بينها
تأمين الأسلحة من خلال المخازن الموجودة لدى النظام، وتكثيف الاتصالات
لتسليح المعارضة. الشعب السوري في هذه المرحلة يخوض مرحلة تحرير بكل معنى
الكلمة ضد الاحتلال الأسدي الذي استمر أربعين سنة».
واكد سرميني ان «النظام قام بتهديم المنازل عبر استعمال الفوسفور
الأبيض، كما أن هناك انتشاراً أمنياً لقوى النظام في المناطق التي لا تخضع
لسيطرة الثوار، وتنتشر الحواجز داخل الأحياء بشكل كثيف من أجل فصل المدن عن
بعضها البعض، كما أن القناصة يتوزعون على أسطح الأبنية بكثافة».
واذ اشار الى مطالبة المجلس الوطني بتحرك على الارض وبإصدار قرار عن
مجلس الأمن تحت الفصل السابع، فانه اوضح: «نعلم أن هناك لعبة مصالح بين
روسيا والغرب من أجل كسب المزيد من الرهانات على حساب الشعب السوري. أنا
الآن داخل سورية وهناك مستوى مخيف من الدمار والنظام ماضٍ في ارتكاب
المجازر من دون محاسبة، وهناك عجز من كافة الدول والجميع يتفرجون على
المذابح التي يتعرض لها السوريون كل يوم».
ووصف الموقف الأميركي بـ «المتخاذل بسبب التوازنات في المنطقة. ولهذا لم
تحسم واشنطن بعد خيارها تجاه الأزمة السورية»، مضيفا ان «الولايات المتحدة
تعتمد على استراتيجية ترهق الشعب السوري، فهي تحاول إنهاك الاقتصاد
السوري، وهذا الأمر يرتدّ على الناس اكثر من النظام. حتى الآن لم تتخذ
القيادة الاميركية خطوات حاسمة ربما لأنها تتخوف من البديل وربما لأنها
تسعى الى احتواء الأزمة السورية عبر العقوبات طويلة الامد كما حدث خلال
الحصار الأميركي للعراق».
وعن المخطوفين اللبنانيين في سورية قال سرميني ان «الجيش السوري الحر
ليست له علاقة بقضية المخطوفين. والخاطفون ليس لهم علاقة بالثورة السورية
وهم عبارة عن مجموعة من العصابات، وقد دخلوا على الخط من أجل تعقيد الأزمة
السورية. ما نعرفه أن المخطوفين داخل الاراضي السورية، وتركيا حاولت
إخراجهم ونحن نحاول التواصل مع الجهة الخاطفة من أجل تأمين بعض المعلومات.
وهناك مصادر تشير الى أن من بين الذين خطفوا عسكريين من حزب الله، وحتى
المعطيات حول أسباب خطفهم متضاربة ونحاول الاستفسار ضمن الوسائل التي
نملكها».
الثلاثاء مايو 29, 2012 12:36 pm
