تحية كبيرة لشبابك وشاباتك لرجالك ونسائك لأطفالك وشيوخك،
تحية لكل أبنائك الذين بذلوا الدم من اجل سورية الجديدة، سورية الحرة
الديمقراطية، التي تساوي بين مواطنيها، عربا وكردا وآثوريين/ سريان وسواهم،
في الحقوق والواجبات، دون تمييز بينهم، فلكل سوري ذات الحقوق وعليه ذات
الواجبات.
مر عام على ثورتك العظيمة، وأنت مازلت صامدا متمسكا بهدفك:
إسقاط النظام من اجل الحرية والكرامة. تبذل الدم، تسقي شجرة الحرية بشجاعة
وسخاء منقطع النظير، مازلت تدفع بأبنائك وبناتك على طريق التضحية والفداء
لا يثنيك عن هدفك، لا قصف الدبابات والصواريخ ومدافع الميدان والهاونات
والطائرات السمتية، التي دمرت البيوت فوق ساكنيها، ولا البرد القارص وصراخ
الأطفال الجائعين. لم يثنك البطش الوحشي لأنك آمنت أن الحرية تستحق التضحية
وبذل الدم. ولم تثنك أنات أطفالك لأنك خرجت من اجلهم، خرجت لتجلب لهم مع
الرغيف الحرية والعزة والكرامة.
مر عام والنظام المجرم لم يترك وسيلة لردك عن هدفك، لكسر
إرادتك، لدفعك إلى التراجع والعودة إلى الاستكانة والرضوخ وأنت كالطود
الشامخ لا تستكين ولا تلين، فلك التحية والتقدير ولك المجد والخلود.
أيها الشعب العظيم
لم يقنع صمودك الأسطوري وتضحيات أبنائك وبناتك ودمك المسفوك
النظام المجرم بان اللعبة انتهت، وان ليس أمامه إلا الرحيل، كما لم يقنع
دول العالم، التي بهرتها بطولات أبنائك وبناتك، فما زالت تنظر إلى مطالبك
في الحرية والكرامة بدلالة مصالحها القريبة والبعيدة وهي منقسمة بين من يرى
مصالحه ببقاء النظام القاتل ومنها من يرى مصالحه باستنزاف الطرفين حتى
يخضعهما للمساومة، في وقت يناسبه هو، لم يحركها دمك المسفوك ولا رائحة
الجثث التي احرقها النظام، لإخفاء جرائمه ولا صراخ أطفالك وعويل نسائك
الثكالى وبكاء بناتك المكتوم بعد افتراسهن من قبل “أشاوس″ الجيش والمخابرات
والشبيحة. لقد أطلقوا كلاما كثيرا في التنديد بالنظام وفي نصرتك، لكنه بقي
في معظمه كلام بكلام .
لكنك أنت فرس الرهان، وأنت صاحب القرار الأخير. دونك لا شيء
وبعدك لا شيء، دربك عرفته، وقد قطعت منه الكثير، والثقة فيك والمراهنة عليك
لن تخيب. فأنت أهل لذلك، فالوحدة الوحدة، والصبر الصبر، فالنصر بات في
متناول يديك والحرية والكرامة باتت على الأبواب.
تحية لأرواح شهداء الثورة
تحية للشعب السوري البطل
عاشت سورية حرة وديمقراطية
دمشق في:
15/3/2012