من مآثر الثورة السورية العظيمة – سلام المصري

ان الأقلام و الصحف لتعجز عن ذكر وتسجيل مآثر هذه الثورة العظيمة التي تدور رحاها على أرض الشآم المباركة.....كما وأنها سوف تعجز عن وصف حجم المأساة و المعاناة التي يعيشها أهلنا في سوريا، وخصوصاً في حمص المنكوبة و في حماه وادلب و جبل الزاوية وحوران و ديرالزور وغيرها من المدن الثائرة...فحجم الجرائم والفضائع والمذابح اليومية التي يرتكبها النظام المجرم بحق المدنيين العزّل من نساء وأطفال وشيوخ وشباب، فاقت كل وصف وكل تشبيه لدرجة انّ العالم أجمع يقف مشدوها وحائراً ومحرجاً من فضاعات ما يراه ويسمعه بشكل يومي ومن دون ان يحرك ساكناً من اجل ايقاف هذه الجرائم النكراء....اللهم إلاّ الإستنكار و الشجب والتنديد الذي لا يسمن و لا يغني من جوع.

إن مآثر و فضائل هذه الثورة العظيمة تحتاج الى كتب و مجلدات لذكرها و تفصيلها، ولكن لا يسعني في هذه العجالة إلا ذكر بعضاً منها:

لقد كشفت هذه الثورة المباركة أن السلاح المكدس والدبابات والمدافع التي اشتراها نظام الممانعة والمقاومة المزعومة، من قوت الشعب و خيرات سوريا المنهوبة على مدى عقود، لم يكن من اجل تحرير الجولان وفلسطين ولا حتى من اجل حماية حدود الوطن....وانما هو مكدس و مخزن لليوم الموعود الذي كان يخشاه النظام و يعدُّ له العدة منذ اكثر من أربعة عقود...ألا وهو يوم الثورة العظيمة التي قامت من أجل استعادة الحرية والكرامة المسلوبة من قبل نظام لا يمت لهذا الوطن ولا حتى للإنسانية بأية صلة .

ـ لقد كشفت هذه الثورة المباركة بأن العالم الحر و المتحضر يحرك طائراته و صواريخه اذا كان هناك أناس يذبحون او مهددون بالقتل الجماعي في بلد ما...اذا كان هذا البلد غني بالثروات النفطية.

ـ لقد كشفت هذه الثورة المباركة بأن رئيس وزراء حكومة الاحتلال الأمريكي الإيراني في العراق { والذي جاء و حكومته على ظهر الدبابات الامريكية} يرفض التدخل الأجنبي بشؤون سوريا بحجة احترام السيادة الوطنية و حساسية الوضع السوري.

ـ لقد كشفت هذه الثورة المباركة بأن الادارة الامريكية لا تقبل بأن يحكم العراق رئيس وزراء لا يحظى بالرضا الكامل من عدوتها المزعومة إيران، حتى ولو فاز بانتخابات ديمقراطية نزيهة .

ـ لقد كشفت هذه الثورة المباركة بأن الأعداء المزعومين { إيران و حزب الله واسرائيل} يقفون على جبهة واحدة ضد حرية الشعب السوري و كرامته .
ـ لقد كشفت هذه الثورة المباركة بأن الأسد هو ملك ملوك إسرائيل الذي يصلي الشعب اليهودي في كل مكان ليلاً ونهاراً من اجل بقاءه في الحكم، ويدعمه قادتهم سراً وجهاراً في كل المحافل الدولية خوفاً من سقوطه .

ـ لقد كشفت هذه الثورة المباركة بأن المعركة الحقيقية لحزب الله اللبناني المقاوم هي ليست مع العدو الصهيوني المحتل وكما وعد امينه العام منذ فترة بنقل المعركة القادمة الى حيفا ويافا وداخل فلسطين، و لكنه تبين أن معركته الحقيقية هي مع الشعب السوري المطالب بالحرية و الكرامة، فنفذ وعده ونقل المعركة الى بابا عمرو وريف دمشق وإدلب و غيرها من المدن الثائرة.

ـ لقد كشفت هذه الثورة المباركة بأن قادة حركة المقاومة الاسلامية حماس وبعد مرور سنة على المذابح و القتل اليومي لشعب سوريا، بأنهم يشعرون بشئ من الأسف لما يحدث في سوريا ويتمنون لسوريا قيادةً و شعباً أن يتجاوزوا المحنة ويحققوا طموحاتهم المشروعة.

ـ لقد كشفت هذه الثورة المباركة بأن هناك فئة من المواطنين السوريين يعمل ابناؤهم كشبيحة و مجرمين و قتلة، استمرؤوا دماء الشعب السوري و استباحوا أعراضه وأمواله....و أما نساءهم و أطفالهم فيرقصون على أشلاء ودماء قتلانا و ينصبون مراجيح لأولادهم على انقاض مدننا المدمرة بآلة ابناءهم الشبيحة، كما حدث مؤخراً في بابا عمرو و سابقاً في حماة و درعا، ولاحقاً في إدلب و جبل الزاوية.......وهم دائما جاهزين لركوب الباصات وارتداء الملابس الشعبية للمنطقة المتوجهين اليها، ليظهروا على قنواتهم الكاذبة على انهم أبناء تلك المناطق ويرمون السكاكر والرز والورود على ابناءهم و اخوتهم من الجيش و الشبيحة الفاتحين و المحررين لتلك المناطق، و يهتفون لهم بالشكر والامتنان على تخليصهم لهم من العصابات الارهابية المسلحة ونشرهم الامن والامان في كل مكان تطأه اقدامهم و دباباتهم.

ـ لقد كشفت هذه الثورة المباركة بانه يوجد لدينا معارضين للنظام اشاوس، يرفضون أي تدخل خارجي من اجل تخليص الشعب من آلة القتل والذبح اليومي، حتى ولو قام النظام بقتل الشعب السوري بكامله، لأن هذا التدخل يعتبر انتهاك صارخ لسيادة الوطن ويدخل في خانة اللاء الاولى.

وكما أنهم يرفضون تسليح الجيش الحر من اجل حماية المتظاهرين السلميين والأهالي العزّل، ويفضلون ان يموت نصف الشعب السوري وهو يتظاهر بصدوره العارية و يرفع بيديه أغصان الزيتون والريحان بشكل حضاري لا غبار عليه...لأن ذلك سيشوه ويعكر صفوة الثورة السلمية وهو ما يندرج تحت اللاء الثانية.

كما و أنهم يستنكرون على المتظاهرين الخروج من المساجد لأن ذلك يضفي على الثورة طابع ديني إسلامي، و يرفضون كذلك اي شعارات دينية مثل التكبير ولا اله إلا الله...وما إلنا غيرك ياالله...وما منركع إلا لله...و عالجنة رايحين شهداء بالملايين....و غيرها من تسميات الجمع والشعارات، لأن ذلك ربما يسبب قلق الاقليات الدينية أو يجرح شعورهم و ربما يصاب بعضهم بالهلع عند سماع دوي تكبيرات المتظاهرين تتعالى و هم يتلقون رصاص الجيش والشبيحة بصدورهم العارية ...لأن هذا يندرج تحت خانة اللاء الثالثة
.
لقد كشفت هذه الثورة المباركة لنا الكثير من الحقائق التي لم تكن واضحة و وضعت الكثير من النقاط على الحروف التي كانت مبهمة، و فضحت لنا الكثير من الخفايا والخبايا الداخلية و الاقليمية و الدولية...و ستبقى تكشف لنا في كل يوم ومع ارتقاء كل شهيد ، ومع كل قطرة دمٍ طاهر تراق و صرخة كل طفل يتيتم و بكاء كل أم أو زوجة على فقيدها، الكثير و الكثير من الحقائق والمفارقات الكبيرة التي نعيشها اليوم و عشناها عقوداً طويلةً من مأساة الشام مع هذا النظام المجرم الذي لا يمت لنا ولا للإنسانية بصلة ، لا من قريب و لا من بعيد.....

النصر لشعبنا العظيم المصابر...والرحمة والخلود لشهدائنا الابرار