بلاد الشام.. أليس بكِ رجل رشيد ؟! محمد الشعيلي

عام 2011 لم يكن عاماً تقليدياً على السوريين حيث وصلهم مايسمى بالربيع العربي الذي وصلت رياحه إلى دول أخرى وتفاوتت نسبة الخسائر من دولة إلى أخرى ولكن الفارق أن بلاد الشام قد كُتب عليها أن تفقد الكثير من أبنائها ونسائها ورجالها الذي نسأل الله أن يتقبلهم في عداد الشهداء حيث مايقارب العام تقريباً على إنطلاق الثورة الشعبية وعدد الذين استشهدوا في سوريا وصل إلى 7000 شهيد وهذا رقم مهولي يجعل العالم يقف عنده ويهب لمساعدة هؤلاء الضعفاء حيث أن معادلة الحرب غير متكافئة بين الطرفين حيث أن النظام السوري مدعوماً من دول أخرى ويملك عدة وعتاد وسلاح وقوة لاتقارن بقوة مايعرف بـ ( الجيش الحر ) ، ويتبادر إلى ذهننا أن السيناريو الليبي قد حان وقته في بلاد الشام ويجب تطبيقه بعد التصعيد لآلة القتل الذي انتهجها النظام السوري وقد تكون الظروف تحتم هذا الحل ليس تسهيلاً من أمر دخول قوات أجنبية إلى البلاد ولكن إنقاذاً للملايين الذين تصل إليهم صباحاً ومساءاً قذائف وصواريخ الجيش السوري.
ولو وضعنا التدخل الخارجي في كفه ورفضه في كفه لـ رجحت كفة المساعدة الخارجية في رأيي حسب المعطيات الواقعية والأفضل أن يكون هناك تحالف ( عربي غربي) لتنسيق عملية المساعدة وإنهاء المهمة بأسرع وقت وبأقل الخسائر من المدنيين المستضعفين ، أما الإخوان الذين يعارضون فكرة المساعدة الخارجية ويرفظون هذا المبدأ نقول لهم أن بشار ونظامه قتل مايقارب 7000 شخص ومستعد لأن يقتل أضعاف هذا العدد إذا استمروا في سلميتهم أمام هذا التصعيد وبإعتقادي ليس أمامهم إلا هذا الحل للخروج من هذا المأزق لأن النظام السوري قد أجهض كل الحلول الودية والدبلوماسية التي تقدمت بها بعض الدول الخليجية والعربية والغربية واختار مواصلة الحل الأمني في مواجهة الإنتفاظة الشعبية ويظن أنه قد حمى ظهره في بعض الدول التي تمد له يد المساعدة الآن ولكن هذه الدول إذا أحست بسقوط نظامه فإنها ستتخلى عنه وقد تحاول الخروج بوجه جديد للنظام القادم في سوريا لتحسين العلاقات معه وكسب النظام الجديد. .



ولكن في حال استمروا في سلمية ثورتهم كما يقولون (وهذا ماكنا نتفق معهم عليه في بداية الإنتفاظه) ولكن تصعيد العنف ضد المدنيين وخاصة بعد الفيتو الروسي الصيني يجعل الجميع يقف ويراجع حساباته ويقرأ الاستراتيجية التي يلعب بها خصمه ويفهمها ليحسن التعامل مع الذي أمامه والنظام السوري قد اختار الحل العسكري من البداية فليس أمامهم إلا الدخول في مفاوضات جادة مع الدول التي ليس لديها مانع من دعمها عسكرياً ومالياً ويجب تقديم الضمانات الكافية لهذه الدول بعدم امتداد لفكر القاعدة بعد التسليح ويجب عليهم توحيد صفهم وكلمتهم ليكون النجاح حليفهم وخير مثال مارأيناه في المجلس الإنتقالي الليبي إبان ثورتهم على نظام القذافي ، وإن لم يقبل السوريين بهذا الحل فإن قضيتهم ستطول وإن كسبو بعد وقت طويل سيرثون بناية متهالكة قد يصعب عليهم ترميمها من جديد .