منتدى ثوار حوران لدعم الثورة السورية
منتدى ثوار حوران لدعم الثورة السورية
منتدى ثوار حوران لدعم الثورة السورية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ثوار حوران لدعم الثورة السورية

إذا الشعب يوماً أراد الحياة ... فلابد أن يستجيب البقر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
لن تركع امة مطلبها الحرية ((عاشت سوريا حرة ابية))

 

 حديث الشارع الدمشقي: حيص بيص الثورة (1) - ليلى مار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
لا أنحني إلا لله
المدير العام
المدير العام
لا أنحني إلا لله


سوريا الحرة
ذكر
عدد المساهمات : 994
نقاط : 1389
تاريخ الميلاد : 21/04/1984
العمر : 40
تاريخ التسجيل : 22/10/2011
الموقع : منتدى الثورة السورية
العمل/الترفيه : مصمم / نت
المزاج : مشروع شهيد

حديث الشارع الدمشقي: حيص بيص الثورة (1) - ليلى مار Empty
مُساهمةموضوع: حديث الشارع الدمشقي: حيص بيص الثورة (1) - ليلى مار   حديث الشارع الدمشقي: حيص بيص الثورة (1) - ليلى مار 364988687السبت فبراير 25, 2012 2:30 pm

حديث الشارع الدمشقي: حيص بيص الثورة (1) - ليلى مار

قبل حوالي أسبوعين، وبينما أنا أدخل المفتاح بثقب الباب، وقد عدت من عملي، فتحت جارتي الحموية الساكنة مع زوجها على السطح الباب وقالت لي بعد التحية:
كان الشبيحة على وشك أن يخطفوني اليوم!
- ماذا؟!؟
- أرجوك.. تفضلي.. أنا وحدي هنا، وزوجي سافر إلى حماة.
- مهلاً.. أريد أن أصلي وأتناول طعامي ثم آتي.
كانت الجارة تنتظرني على أحر من الجمر لتقول لي أن مجموعة من الشبيحة برزت فجأة في وجهها في أحد شوارع دوما، وأن الرجال كانوا قد ألقوا القبض على رجل وغطّوا وجهه بوشاح وأخذوه معهم، وأن أحدهم سألها إن كانت خائفة فتلعثمت من الخوف وهي تقول له: لا!..

وتابعت قائلة: لقد أخبرت الصيدلانية مها عما جرى فقالت لي: منيح انو ما خطفوك!
رجتني ديمة أن أنام عندها لأنها ما زالت خائفة، ولكنني اعتذرت وقلت لها أن لا داع للخوف، وأن عليها أن تحكم إغلاق الباب وتنام؛ فالحارة آمنة، وإن لم تتمكن من التغلب على خوفها؛ فيمكنها أن تنام هي عندي..
ولم يمض على انصرافي من عندها ساعة حتى قرعت الجرس ترجوني أن أسمح لها بالمبيت عندي!!
عندما سألتني موظفة الاستعلامات ليندا عن حالي في اليوم التالي، أخبرتها بقصة الجارة؛ فقالت لي: ومن أدراها أنهم شبيحة؟.. إن العصابات المسلحة ترتدي ثياب الشبيحة كي يخلط الناس بينها وبينهم!
قبل أسبوع دار حديث بيني وبين كهل حرستاني، وعندما سألته عن الأوضاع في محاولة لجس النبض الحرستاني لم أجده متحمساً، وقال لي: والله نحنا ضايعين بين الطرفين..
- هل تقصد أن هناك عصابات مسلحة؟
- نعم!
- ومن هي هذه العصابات؟
- الجيش الحر!!
- ماذا؟!!.. الجيش الحر هو العصابات المسلحة؟!
- منخلص من حاجز الأمن بيطلع لنا حاجز الجيش الحر، وهو يتصرف مثل العصابات معنا!!
- غريب هذا الذي تقوله، ولا يصدّق.
- كل طرف يسعى نحو السلطة والمنصب، ونحنا رايحة علينا.
التزمت بالصمت، وتمنيت لو لم أسأل ولم أسمع ذلك الجواب..
تمنيت أن يكون الرجل مخطئاً، وأن يكون ما قاله (إن كان فعلا قد حصل) هو مجرد تصرفات فردية، وأن لا تسيء تلك التصرفات لسمعة الجيش الحر وتزعزع ثقة الناس به واعتمادهم عليه.
لقد بدأت أشعر بالاحباط، ويزداد قلقي من القادم من الأيام، وأنا أرى تخبط الناس البسطاء واختلاط الأمور عليهم وانعدام الرؤى، وأسمع كثرة الشائعات والأقاويل الكاذبة.
***
كنت قد قرأت ما كتبه مجاهد مأمون ديرانية من "خواطر فيسبوكية"، حملت الرقم 15، إذ قال:
"بدأت حكاية الثورة في دمشق على بعد مئات الأمتار من جامع بني أمية العظيم، فهل كتب الله في لوح القدر المحفوظ أن تنتهي الحكاية حيث بدأت؟.."
لكن بعض القراء، وخاصة من أهالي حوران، اعترضوا على التاريخ الذي اعتبره الكاتب بداية للثورة السورية، مما جعله يرد عليهم بمقالته التالية:
البداية “الفعلية” للثورة كانت يوم الثلاثاء 15/3 في أربع مدن: دمشق وحلب ودرعا ودير الزور..
البداية “الحقيقية” للثورة (الانفجار) كان يوم الجمعة 18/3، وفيه خرجت المظاهرات في 9 مدن: دمشق (الأموي، الشيخ محيي الدين، ركن الدين)، حمص، درعا، نوى، الشيخ مسكين، حلب، بانياس، دير الزور، القامشلي. في ذلك اليوم المجيد سقط أول شهداء الثورة في درعا، ومنذ اليوم التالي (السبت 19/3) استلمت درعا وحوران الراية، بارك الله في أهل درعا وأهل حوران العظماء".
وأما أنا فأقول: ليت تلك الشرارة الدمشقية استحالت في الحريقة إلى حريقة، بدل أن تخمد من لحظتها، أو بالأحرى تهاجر إلى حوران التي مدت لها ذراعيها واحتضنتها.
أنا شامية وأفتخر بانتمائي لمدينة هي دمشق، ولكنني أعترف أن معظم الشوام تحوّلوا إلى أرانب، وعسى أن تتمكن البقية الباقية منهم (أي الشجعان) من تحويل تلك الأرانب إلى أسود (عفوا: ليوث).. فكلمة الأسد لن يعود لها حقها المغتصب، إلا بعد القضاء على آل الوحش الذين سلبوا حتى من الأسد اسمه، ودنسوا شرفه وأساءوا إلى سمعته!
ليت تلك الشرارة الدمشقية استحالت في الحريقة إلى حريقة، بدل أن تخمد من لحظتها، وننتظر حوالي السنة حتى تومض من جديد، ولكن بقوة أكثر هذه المرة..
في يوم الجمعة 17/2 ركنت سيارتي في أحد شوارع دمشق أمام كوخ حراسة فارغ، ومع أنني رأيت دواليباً هناك؛ فقد تجاهلت الأمر كون الدواليب موضوعة جانب الرصيف دون أن تشكل حاجزاً، وما أن ترجلت من السيارة لأتأكد من العنوان من الرجل الذي مر بقربي، حتى رأيت الحارس يتجه نحوي، ولمحت بذات الوقت صورة بشارون ملصقة على جدار المبنى قبالتي...
قبل أن ينبس الحارس بكلمة قلت له: أعرف.. وأنا سأسأل سؤالا فقط وانصرف، ويا سبحان الله.. بمجرد رؤيتكم يبدأ البدن.......
وبطريقة تمثيلية بدأت أرتجف أمام الحارس، وبقي هو صامتاً، بينما أكمل الرجل جملتي بكلمة: يتكهرب!
ضحكنا معاً، أنا والرجل الدمشقي وابنه وابنته، غير عابئين بالحارس وما يحرس، ثم قال لي الرجل:
الله معك، والله يلعنهن ويخلّصنا منهن عن قريب.
عند عودتي إلى حارتنا، فرحةً بهواء الحرية النقي الذي باتت دمشق تتنفسه، مررت على جار اللحام أبو لؤي الذي ترك لي مرة عنده أمانة للثوار، وعندما مددت له يدي بثمن الأغراض، ابتسم بودٍ وقال لي: خليهن علينا.
- إن شاء الله تضيّفني عندما يأتي ذلك اليوم الذي هو في بالي وبالك.
- إن شاء الله.. والله تعبنا، والله يعين أهل حمص وكل الثوار.. لقد اعتقلوا أحد أقاربي لمجرد تشابه أسماء!
أخبرته عن رواية "القوقعة" وصاحبها الذي كتبها من وحي السجن، إذ اعتقلوه من مطار دمشق أيام الثمانينات لمجرد وشاية غير مؤكدة، وهو عائد من باريس إلى دمشق التي اشتاق إليها، وأودعوه السجن لمدة 13 سنة بتهمة انتماءه للإخوان المسلمين لمجرد أن اسمه مصطفى خليفة، مع أنه مسيحي!
- آخ.. لك شو نهايتها، وكيف رح نخلص؟!
دخل في هذه اللحظة زبائن؛ فرفعت يدي إلى خدي أحكه بظفري وأنا أقول بصوت منخفض: بهذا..
- لكن الظفر يحكّ الحديد؛ فكيف يصمد؟!
قالها الرجل بما يشبه اليأس، والحق معه.. فالوحوش تجثم على صدورنا وهي خمسة، وتتزعمهم أنيسة، ويعملون وفق تعليمات مستشاريهم الإيرانيين، وحسب فتوى المرشد الأعلى علي خامنئي، والخميني من قبله.
لا تخجل الوحوش الإيرانية من قتلنا في العلن، واستعمال سفارتها المليئة بعناصر الجيش والأمن، لإطلاق الرصاص علينا في يوم المظاهرة، يوم السبت، بينما تقوم وحداتها العسكرية، على متن سفينتين في طرطوس، بالتشويش على اتصالات المعارضة السورية عبر الأقمار الصناعية، مما يعطي الملف السوري الأولوية على بساط البحث والتحليل في الأوساط السياسية متلازماً بالطبع مع الملف النووي الإيراني!
في صباح الأحد، وبينما كانت خطواتي تقودني إلى مكتبي، دوّت في أذني جملة قالها أحد الشباب:
كلهن كم كلب طلعوا يعووا بالمزة...
عرفت صاحب الصوت..
إنه الشاب الذي كان يغني مرة: الله سورية بشار وبس، ثم علّق بعد فترة على إحدى المسيّرات البشارونية بالقول: ما فيهن ولا مواطن.. كلهن شبيحة؛ فتوهمت يومها أن الله قد هداه إلى جادة الصواب، وفرحت بذلك، ولكن جملته تلك كانت مفاجأة مزعجة حقاً..
قلت له: رامي.. ممكن تجي على مكتبي خمس دقايق؟
ما أن دخل رامي "المسيحي" مكتبي حتى سألته: أنت حمصي.. أليس كذلك؟
- نعم.. مدام.
- اسمع يا رامي.. هؤلاء الذين خرجوا للتظاهر هم سوريون مثلك.. إذن هم ليسوا كلاباً، وأنت لست أفضل منهم، وإني لأعجب أنك من حمص بالذات، وما زلت مؤيدا لبشار.. ألا ترى ما يحصل في بابا عمرو؟
- والله أهل بابا عمرو هم من أكثر الناس طائفية!
تعجبت من دماغه المغسول وقلت له:
- أنا لا أعرف حمص وأحيائها وتركيبتها، ولكن سأفترض أنهم طائفيين.. هل هذا يبيح للنظام قتلهم هم وأطفالهم، وتدمير بيوتهم وتجويعهم؟.. إنهم يجمعون مياه المطر من المزاريب كي يشربوها..
بقي صامتاً غير مقتنع بكلامي؛ فتابعت أستفزه:
- يا سلام.. الظاهر أنك تتابع قناة الدنيا كثيراً.
- أنا أتابع كل القنوات.. حتى وصال، والعرعور رجل طائفي!
- بغض النظر عن رأيي بالعرعور فهو ليس طائفياً.
- بل طائفي.. هل أجلب لك الأدلة؟
- لست بحاجة لأدلتك، وليس في سورية من هو أكثر طائفية من هذا النظام الذي ورثه الابن عن أبيه، وأخبرته عما عاينته من التعايش الديني منذ أيام طفولتي؛ فردّ قائلاً:
- الشام غير حمص، وحمص كلها طائفية، وأنا متأكد من كلامي، وأعرف المنطقة والناس التي تخطف البنات وتغتصبهن وتقتلهن.. لقد سمعتهم يهتفون: العلوية بالتابوت والمسيحية على بيروت!
كنت قد سمعت هذه الجملة التي تفوح منها رائحة قناة "الدنيا"، من زميله الدرعاوي الذي قالها لي في بداية أحداث الثورة في نقاش مماثل؛ فقلت له:
- عندما أستمع إليك أعرف أن جهود النظام في التجييش الطائفي لم تذهب هباء..
ازداد رامي توتراً وقال لي: أنا شبيح!
- شبيح؟.. هنيئاً لك!
استدرك الشاب، وأردف: أنا كنت أخرج في المظاهرات، ولكنني توقفت عندما بدأت أسمع شعارات طائفية، وأصبح أصدقائي في الفيس بوك ينعتونني بالشبيح، ولقد سمعت الكثير من تلميحات زملائي ونقاشاتهم السياسية هنا، ولم أشكوهم للمدير العام لأنني لا أريد أن أؤذي أحداً!
- أها.. على سيرة المدير؛ فقد سألني عنكم وعن أحاديثكم منذ زمن، ولم أخبره بما يدور بينكم، ولكن أرجو أن لا أسمع مجدداً صوتك العالي.. وأنصحك يا بني أن تحتفظ بتعليقاتك وآرائك لصفحة الفيس بوك لما بعد خروجك من هنا، أو أهمس بها همساً في أذن زميلك كي لا يسمعك غيره؛ فتعليق من هنا وآخر من هناك يسئ لنا جميعاً ويزيد الأجواء المتوترة أصلاً توتراً.
- أعدك بذلك، إن كان الأمر يزعجك.
- نعم.. يزعجني، ناهيك عن أن الحديث في السياسة بصوت عالٍ ممنوع هنا بأمر من المدير العام..
ثم، قل لي: ما الذي تحبه في بشار؟!
- إنه رجل جيد!
وبدأ رامي يتحدث عن الدستور، وعن الطائفية فيما يتعلق بدين الرئيس، وضرورة فصل الدين عن الدولة، ثم وقف ومدّ يده مصافحاً وهو يقول: شكرا مدام، وإن شالله بعزمك لعنّا على شي فنجان قهوة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لا أنحني إلا لله
المدير العام
المدير العام
لا أنحني إلا لله


سوريا الحرة
ذكر
عدد المساهمات : 994
نقاط : 1389
تاريخ الميلاد : 21/04/1984
العمر : 40
تاريخ التسجيل : 22/10/2011
الموقع : منتدى الثورة السورية
العمل/الترفيه : مصمم / نت
المزاج : مشروع شهيد

حديث الشارع الدمشقي: حيص بيص الثورة (1) - ليلى مار Empty
مُساهمةموضوع: حديث الشارع الدمشقي: حيص بيص الثورة (2) - ليلى مار    حديث الشارع الدمشقي: حيص بيص الثورة (1) - ليلى مار 364988687السبت فبراير 25, 2012 2:33 pm

حديث الشارع الدمشقي: حيص بيص الثورة (2) - ليلى مار

العالم كله، ومنه الأمريكيين أنفسهم، ومع عدم ثقتنا بهم أو تعويلنا عليهم، واقعين في حيص بيص الثورة ما بين تصريح جيمس كلابر رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية الأمريكي، وغيره من المسؤولين الأمريكيين، أن "التفجيرات التي شهدتها دمشق وحلب منذ تحمل جميعها بصمات القاعدة"، مؤكداً اختراق عناصر التنظيم صفوف المعارضة المشتتة، وما بين تلميحات عن إمكانية تسليح المعارضة في تصريح المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، الذي جاء فيه أن "واشنطن ما زالت ترى أن الحل السياسي هو الشيء المطلوب بسوريا ذلك؛ لكننا لا نستبعد اتخاذ إجراءات إضافية ".. كذلك تصريح فيكتوريا نولاند الذي قالت فيه: إذا لم نستطع أن نجعل الأسد يستجيب للضغوط التي نمارسها جميعا، فقد يكون علينا أن نبحث في اتخاذ إجراءات إضافية"!

أما الإجراءات الإضافية على الساحة السورية، فقد كانت حملة اعتقالات واسعة في دمشق أعقبت مظاهرتَي المزة يومي الجمعة والسبت (17 و18/2)، وطالت أيضاً الكوادر الطبية المسعِفة..
***
خرجت من بيتي مساء الأحد، لأتوجه إلى إحدى السفارات الأجنبية التي تلقيت دعوتها لحفل وداع قبل أن تغلق أبوابها، وفي الشارع قرب البناية التي أقطن فيها، وقفت شاحنة عسكرية تحمل ثلاجة، وعسكريان ينتظران إما تنزيل الثلاجة أو الانطلاق بالسيارة، وقد عرقل وقوف شاحنتهما مرور السيارة ورائهما، وكذلك سيارتي التي كنت أريد الانطلاق بها..
ما إن دخلت السيارة حتى تذكرت أنني نسيت في البيت ورقة؛ فخرجت منها مجدداً، وانتبه لي أحد المجندين الذي أعرب لصاحبة السيارة الأخرى رغبته بالرجوع للخلف؛ فسألني إن كنت أنوي المغادرة الآن، وأجبته بالنفي، وأنا على وشك أن أقول له: يا حيف عليكن يا شباب تشتغلوا عتّالين بالسخرة عند ضباط الجيش الأسدي؛ لكنني بلعتها كي لا يتعكر مزاج أحد منا..
عندما عدت للسيارة، كان المجند ورفيقه قد غادرا، وانطلقت على طريق المزة السريعة، ألعن جيش "أبو شحاطة" الذي كدّس الأسلحة الصدئة على مدى أكثر من أربعين سنة ليقتلنا نحن بها، والذي حوّل آل الوحش فيه خدمة العلم إلى خدمة الضباط وزوجاتهم وأولادهم.
كانت الطريق قد خلت من الحواجز، وكانت حركة المرور فيها طبيعية، وعلى الطريق تذكّرت ما قاله "الشبيح" رامي الذي لم يعجبه ردي على إعجابه ببشارون أثناء نقاشي الصباحي معه؛ فسألني بغباء منحبكجي: وهل تريدين الغليون بديلاً؟!..
وكأنه لا يوجد لنا نحن السوريون الـ 23 مليوناً ويزيد، من خيارات سوى السفاح أو فيلسوف السوربون!
فتح لي الخادم السيريلانكي الباب إذ وصلت، وفي البهو لمحت وجوهاً مألوفة وأخرى جديدة..
سلّمت على موظفة السفارة سامية، ولمحت نجوى، التي تملك شقة في لندن وأخرى في المالكي وفيللا في يعفور، وقد أراحت جسمها الثقيل على الأريكة، فأقبلت نحوها أسلّم عليها..
مدّت لي نجوى يدها باتجاه رجل وامرأة يجلسان قربها، وهي تقول: هذا أخي، وزوجته...
وكانت مدام نجار تجلس في نفس المكان، وأمامها عكّازة، فاتجهت نحوها لأسلّم عليها..
مدام نجار أرملة أجنبية كانت متزوجة من سوري، وهي تقطن منذ عشرات السنين في "باب توما"، ومع أنها قد تجاوزت التسعين من العمر؛ إلا أنها في أحسن حال جسدياً وعقلياً.
مدام نجار تمضي أيامها في السياحة والسفر، واستقبال الأصدقاء القادمين إليها من بلدها للتعرّف إلى بلدنا، وتشارك في نشاطات الجمعيات الخيرية، وتجلس على الكومبيوتر لتتصفح الصفحات الالكترونية وترسل الرسائل لأصدقائها!
سألتها عن العكاز؛ فقالت لي أنها أجرت عملية في الحوض، ولكنها لم تمكث طويلا في المشفى وأنها تتعافى سريعاً؛ فقلت لها في سري: كم أنت محظوظة؛ فعملية في الحوض في هذا العمر لا تمر بسلام على غيرك.
اتجه نحوي أحد رجال الأعمال ليسلّم علي، وبعد السؤال الروتيني عن العمل الراكدة أحواله، والمعروف مسبقاً جوابه، قال لي الرجل، وقد خضنا تلقائياً في حديث السياسة والثورة: المهم ما توصل للشام!
فقلت له: والله بدها توصل للشام، ووصلت إن حبيت أو ما حبيت.. إنها سنة الثورة؛ فماذا تفعل شيئاً حيالها؟
كان ما يجري من أحداث هو الحديث الذي تراوح ما بين همهمات وكلام حيادي، وقلق يبديه الكل على البلد والمستقبل، ووقف القائم بالأعمال ليلقي كلمة بالنيابة عن السفير الذي سبقه وسافر!
عدت للجلوس في مكاني حيث نجوى التي قالت: تعبنا وبدنا ياها تخلص، وكيف ما كان يكون!
وأسرع رجل سوري إلينا مبتسماً مستبشراً، وهو يظن أنه يحمل "الخبر المفاجأة" ليقول: لقد سمعت للتو أن مصر سحبت سفيرها من سورية.
فقلت له: هذا الخبر ليس طازجاً؛ فقد سمعته أنا من أول النهار، ويا لهذه الخطوة النوعية!..
أما كان الأجدر بمصر أن تمنع عبور السفن الإيرانية القادمة إلى طرطوس محمّلة بالذخيرة؟!
- والله كلامك صح..
قالت زوجة أخ نجوى، وأردفت: شي بيزعّل، كلنا سوريين، ويلي عم يموتو هني ولادنا من هدول أو هدول.
أردت جس النبض أكثر؛ فقلت للمجموعة الجالسة معهم: اسمعوا هذه القصة..
أخبرتهم بالقصة التي تخيّلتها في مقالة سابقة لي بعنوان: "سقوط بشارون، وانقراض عصابة القوارض"، حيث تنقرض الفصيلة كلها إذ يقتل أحدها الآخر..
كان الجميع يصغون إلي باهتمام معلّقين بكلمة "إن شالله"، وعندما انتهيت من القص، قالت لي زوجة الرجل الذي جاء بخبر سحب السفير: عم تحكي هالحكي بكل حرية، لأنك جوّا السفارة..
- ما حزرتِ.. أنا مو خايفة إن كنت جوّا أو برا..
وأخبرتها بقصص أخرى عن الحواجز والمظاهرات...
وعندما أزف الوقت، واتجهت نحو القائم بالأعمال لتوديعه، وجدت مدام نجار قد سبقتني إليه، وسمعتها تقول له بطريقة محايدة: إن كلا الطرفين عنيد، وهذا سيؤدي إلى خراب البلد..
***
لم أشعر بالرغبة بالعودة مباشرة إلى البيت وخطر ببالي أن أدخل كفر سوسة لاستطلاع الوضع هناك...
كانت حركة المرور عادية، والناس تتسوق بصورة طبيعية في "شام سيتي مول"، وتجلس في مقاهيه؛ لكنني وجدت حاجزا إسمنتيا ضخماً محاط من أعلاه بالأسلاك الشائكة، وقد قطع الطريق التي كنت أعتزم اجتيازها إلى ساحة الأمويين.
***
لفت انتباهي صباح الاثنين ازدياد عناصر الأمن عند السفارة الروسية، والحاجز النظامي الضخم الموضوع عند مدخلها، بعد إن تم إزالة الحاجز السابق..
كانت مدينة دمشق تعد عدتها مع ريفها في يوم الاثنين لتفاجئ النظام مفاجآت جديدة غير سارة.. ففي إطار حملة العصيان المدني نصرة لحمص والمدن السورية المنكوبة، قام أحرار دمشق بإغلاق كل الطرق المؤدية إلى ساحة البرامكة وسط المدينة، والتي تبعد عن قيادة شرطة دمشق وعن ساحة الحجاز وعن وكالة سانا للأنباء قرابة 100 متر فقط.
لقد أغلقت الطرق بالمواد المشتعلة، مما استدعى استنفارا أمنيا شديدا، كما قامت عصابة أمن آل الوحش بمداهمة ثانوية التجارة الأولى في نفس المنطقة، واعتقلوا عدداً من الطلاب.
وخرج الأحرار في حي أبو رمانة على بعد 100 متر من مبنى الأركان، كما خرجوا في سوق ساروجة.
وفي كفرسوسة خرجت مظاهرة لطلاب مدرسة عباس محمود العقاد، وقاموا بقطع الشارع الرئيسي خلال مظاهرتهم.
رفع شباب كفر سوسة علم الاستقلال على جسر الجوزة في كفر سوسة فوق جسر المتحلق الجنوبي رغم الحصار الأمني وقيام الأمن بإطلاق الرصاص عليهم، ثم انطلقت مظاهرة مسائية نصرة لحمص أعقبتها حملة اعتقالات عشوائية، من خلف "شام سيتي سنتر" الذي لم يكن هدوئه البارحة مجرد هدوء خادع!
أما في حي المهاجرين؛ فقد تعرضت الجادات العليا منه لحملة مداهمات واعتقالات في المساء.
في حين يستمر إضراب برزة البلد لليوم الخامس على التوالي بعد قيام عصابة آل الوحش باختطاف 3 جثث من شهدائهم اثناء عملية الاقتحام.
في حي القدم، وفي حي التضامن، كما في جوبر، خرج الطلاب الأحرار، كما في كل يوم، في مظاهرة، كما انطلقت مظاهرة مسائية هتفت للزبداني ومضايا ولدعم الجيش الحر، ومظاهرة أخرى من القابون.
وأما في الريف الدمشقي؛ فقد خرجت في التل مظاهرة للتلاميذ من مدرسة صفوح اللاذقاني، وخرجت مظاهرة مسائية حاشدة تم إطلاق النار عليها، كما خرج طلاب معضمية الشام بمظاهرة طلابية ردا على فصل معلمين من مدارسها لـ"دواعٍ أمنية"، وخرجت عرطوز بمظاهرة مسائية نصرة للمدن المنكوبة، وأخرى طلابية في جديدة عرطوز، ومظاهرة مسائية في الهامة، وفي قدسيا، وقارة ويبرود ويلدا وزملكا.
***
دخل الحارس أبو جوزيف مكتبي صباح يوم الثلاثاء ليلقي عليّ التحية، وكان قد قال لي مرة نفس ما قاله الرجل الحرستاني الذي ذكرته في مقالتي السابقة، عن بعض الممارسات الخاطئة لعناصر من الجيش الحر.
إلا أن أبو جوزيف جاء هذه المرة ليفش لي خلقه، ويلعن النظام الذي يقطع الكهرباء لما يزيد على الست ساعات يوميا، ودون وقت محدد.. قال شاكياً:
ليتركوا لنا الكهرباء على الأقل على مدى ساعة واحدة مستمرة كي نتمكن من شحن الجوّال مثلاً..
- هذه هي الفكرة: هم يريدون منع شحن الهواتف النقّالة كي لا تنتشر فضائحهم في العالم أكثر بهمة شباب الثورة، ثم.. ما حاجتك للجوّال والاتصالات عنكم في حرستا مقطوعة؟!
ما زالت حرستا تتعرض مع زملكا وعربين وحمورية ودوما وكفر بطنا للحصار والمداهمات والاعتقالات وقطع الاتصالات والسرقات، وقد تم إعلان مناطق رنكوس والزبداني ومضايا مناطق منكوبة، بينما تعرضت الأحياء التي شهدت تظاهرات في دمشق لحملة اعتقالات ومداهمات وإقامة حواجز منذ ساعة مبكرة من صباح الأربعاء...
وبينما كنت منهمكة في ملاحقة الأخبار، دخل مكتبي رجل أعمال حمصي، كنت أتوقع قدومه بناء على اتصال سابق..
قلت له فور دخوله: سأغلق باب المكتب كي لا يصل حديثنا إلى آذان أخرى، ليس خوفاً؛ ولكن لأنني سبق ونبهّت الشباب إلى ذلك الأمر من قبل..
أنا، بصفتي الشخصية، لا الوظيفية أقول لك: الله محيي حمص وأهلها.. هات خبّرني شو أخباركن؟
- ما عاد في خوف.
كانت هذه هي الجملة التي استهل بها كلامه لتكون عنواناً لحديثه، وأخبرني عن طبيعة أحياء حمص حياً حياً، وكيف أن النظام غبي لدرجة أنه حارب حتى من كانوا من الموالين له في هذه الأحياء، وممن انخرطوا في قوات أمنه، وجيشه..
- هذا النظام يغدر حتى بأصحابه.
- كذلك هو حال الرستن التي كانت من أشد الموالين للنظام.
- لقد كان يُطلق عليها لقب "القرداحة الشرقية"!
- هذا صحيح؛ لكن النظام عاند الرستن وضربها؛ فكانت أشد منه عناداً، وأهل الرستن معروفون بذلك..
إن النظام يدفع بنفسه إلى الانتحار!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لا أنحني إلا لله
المدير العام
المدير العام
لا أنحني إلا لله


سوريا الحرة
ذكر
عدد المساهمات : 994
نقاط : 1389
تاريخ الميلاد : 21/04/1984
العمر : 40
تاريخ التسجيل : 22/10/2011
الموقع : منتدى الثورة السورية
العمل/الترفيه : مصمم / نت
المزاج : مشروع شهيد

حديث الشارع الدمشقي: حيص بيص الثورة (1) - ليلى مار Empty
مُساهمةموضوع: حديث الشارع الدمشقي - تحوّلات ثورية (4) ليلى مار    حديث الشارع الدمشقي: حيص بيص الثورة (1) - ليلى مار 364988687السبت فبراير 25, 2012 2:35 pm


منظر أم ساري الثكلى على الفضائيات، والذي قطّع القلوب، شكّل تهديداً خطيرا لقاتلي فلذة كبدها، فتداركوا الأمر بسرعة، وسرعان ما ظهرت الأم الحزينة على الشاشات السورية الرسمية لتخبرنا (تحت التهديد، وفي مشهد تكرر كثيراً مع غيرها)، أن العصابات المسلحة استباحت دم ابنها!!
وبعد أن نطق الأبله بشارون بجواهر لم يجمعها ولا زبّال، (ومنها رواية العصابات التي قتلت ساري، من جملة ما قتلت)، حشد أزلام نظامه الاستبدادي عشرات الآلاف من المتظاهرين يوم الاثنين 28/11 في ساحة السبع بحرات في قلب دمشق، ليرفعوا صور الأبله مع الأعلام، وليرددوا الأغاني التي تمجده كقائد أوحد لا بديل له، في استعراض سخيف لإدانة العقوبات التي فرضتها الجامعة العربية عليه قبل ساعات من مؤتمر صحافي يعقده الطبل الأجوف المعروف باسم وليد المعلم!


كانت الدكتورة سعاد في الصيدلية وحدها فتمكّنا من التحدث براحة، وعندما حدّثتُها عن أم ساري التي ادّعت (تحت التهديد) أمام كاميرا الإعلام الكاذب أن العصابات المسلحة هي التي قتلت ابنها، قالت لي سعاد معلّقة:
من المحتمل أن يكون الأمر كذلك، ومن المحتمل أيضاً أن تكون هي من جماعة الشبيحة، وقد يكون ابنها قد قُتل بالخطأ، وظهرت هي على الشاشة في تمثيلية جديدة من تمثيليات النظام!
- كل شيء محتمل، ولكنهم يخطفون جثث الشهداء، ويفاوضون ذويهم على إعادتها لهم، شريطة أن ينسبوا أمام كاميرات التلفزيون السوري، جرائم قتل أبنائهم للعصابات المسلحة المزعومة!
- هل استمعت إلى خطاب المعلم؟
سألتني سعاد..
- لا.. لم أستمع، ولا يهمني أنني لم أستمع إلى ترهاته!
- لقد عرض صورا قتل مروّعة لدرجة أنني لم أستطع المشاهدة، زاعماً أن العصابات المسلحة هي من قام بها.. يا لهم من سفلة وكاذبين.. أزلام هذا النظام المجرم.
أخبرت سعاد كيف أنقذ أبا أنس شاباً من قبضة الشبيحة في متجره..
وما إن نطقت بالكلمة الأخيرة حتى سمعت الباب يُفتح فجأة خلفي..
نظرت للشاب الطويل العريض الذي دخل، وقد ارتفع نبض قلبي خلال ثانية وانخفض، وقلت له:
لقد أرعبتني!
وعندما انصرف قلت لسعاد:
شيء رهيب.. ومع أنني أتمتع بقدر كبير من الجرأة، ولا يمكن أن أخاف إلى هذه الدرجة؛ فقد أرعبني حقاً دخول الشاب المفاجئ لحظة نطقي بآخر كلمة، وكأن الشبيحة كانوا في إثري!
ضحكت سعاد، وما لبث الباب أن انفتح مجدداً؛ فلذت بالصمت، بينما كانت هي تقول لي: أمان.. إنه زوجي!
تابعت كلامي وأخبرتها عن لقائي، أنا وأبو أنس، بشاب التنسيقية؛ وعندما أخبرتها أن الشباب يبحثون عن صاحب مطبعة يمكن الوثوق به، قالت لي أن هناك كتيبات جاهزة الطباعة عن الإسعافات الأولية، وهي تباع في المكتبات العامة الكبيرة، ويمكنها أن تستفسر عن ذلك، وتخبرني.
وقد فاجأتني سعاد وأفرحتني بقولها أنها، ومجموعة من الدمشقيين، يقومون بجمع التبرعات منذ زمن لأهالي حمص المنكوبة، ولكنها أبدت استعدادها أيضاً لترتيب أمور جمع التبرعات لأهالي ريف دمشق المحاصرة.
شكرت سعاد، ذات الوجه السمح، والصوت الهادئ، وقالت لي هي بدورها: جزاك الله خيراً..
وفي الطريق إلى البيت خطرت ببالي قصة تلك المرأة التي ظهرت على الشاشة السورية، في بداية الأحداث، وحدثتنا قصة غبية مضحكة عن ابنها الذي وجدت معه حبوب هلوسة، وسلّمته لرجال الأمن حفاظاً على سلامته المضمونة عندهم أكثر من حضنها!... وتساءلت: هل يعقل أن تكون أم ساري مثلها؟!
لا أظن.. فالولد في القصة الأولى حياً يرزق، وربما أن مؤلفي قصة حبوب الهلوسة رشوا أمه بمبلغ من المال من أجل أن تروي لنا قصة العصابات السلفية التي لعبت بعقل ابنها؛ فتناول الحبوب ثم ركض إلى المطبخ وجلب سكيناً ليتسلح بها من أجل الجهاد!..
لكن الولد في القصة الثانية قد قُتل، ولا يمكن لأم "طبيعية" أن تتاجر بدم ابنها، لقاء أجرة!..
لا يمكن لأم أن تروي لنا قصة ملفقة عن مقتل ابنها إلا تحت التهديد الشديد!
***
ردّت دمشق على المسيّرة "العفوية" بنفس اليوم، بمظاهرات خرجت من عدد من الأحياء، منها الزاهرة وكفر سوسة والمهاجرين والشاغور والمزة، وعلى الشاشة شاهدت مقتطفات من كلام الطبل الأجوف في مؤتمره الصحفي، والذي قال من جملة ما قاله من تهديدات مضحكة: إن عهد الدبلوماسية الهادئة قد انتهى!
وقد توقفتُ أمام مصطلح "الدبلوماسية الهادئة"، الذي يستحق الطبل "المعلًّك" عليه براءة اختراع؛ فلم نكن من قبل نعرف أن الدبلوماسية نوعان: منها الهادئ، ومنها الصاخب، وقد رأينا من الثاني أمثلة للتخويف الأجوف.. (تماما كما هو حال مع تهديدات الطبل)، في إطلاق صواريخ حزب الشيطان من لبنان باتجاه إسرائيل!
سرعان ما ظهرت عبر الفضائيات صور أخرى تظهر اعتصام عشرات اللبنانيين من أبناء منطقة باب التبانة، في طرابلس، احتجاجا على ما وصفوه "بالافتراءات" التي سيقت الإعلام السوري؛ فقد عرض التلفزيون السوري أثناء مؤتمر الطبل الأجوف (أو الفيل الغبي المعلك)، فيلما وثائقيا عن الأحداث في سوريا، والمجازر ضد العسكريين وقوات حفظ النظام، زعم فيه أن شبانا من لبنان ضالعون فيها!!
صور الفيلم "الوثائقي" منشورة منذ عام 2008 على "الفيسبوك" أثناء الأحداث التي جرت بين باب التبانة وجبل محسن آنذاك".
وكم أضحكتني عبقرية من قصّ ولصق وأخرج هذا الفيلم الوثائقي المبهر في تخلّفه، وفضح غباء منتجيه!!!
وأعجبني قول النائب اللبناني نهاد المشنوق في تعليق على الشريط: هذا الفيلم ليس فضيحة فقط؛ بل هو دليل فاضح على إفلاس النظام، واضطراره إلى استعمال تركيبات مخابرات متخلفة، والأهم أنه احتقار لذاكرة الناس لأنه ليس عندهم أي إثبات لوجود إرهابيين في الثورة السورية، فراحوا يستعملون أفلاما من لبنان تعود إلى عامي 2008 و2010 وعلى هذا النظام أن يعترف بأنه أصبح من الماضي".
وبينما يواصل أغبياء بذل بشارون كل جهودهم الإعلامية في مجال التوثيق وكشف العصابات وفضح المؤامرات، تدرس جامعة الدول العربيّة أمر الاعتراف بالمجلس الوطني السوري، والذي التقى مع قيادة الجيش السوري الحر، وتم الاتفاق بينهما على تشكيل لجنة مشتركة تعنى بالتنسيق في الحراك الميداني والإغاثة والإعلام والعلاقات السياسية، مما يشكل قوة دعم إضافية للثورة السورية، كما تقرر أن يعقد الطرفان لقاءات دورية بهدف تعزيز الرؤى السياسية المشتركة.
وقال رياض الأسعد أن "المزيد من الضباط والجنود السوريين يتواصلون مع قيادة الجيش الحر بهدف الانضمام إلى صفوفه، وأن حالة التململ لدى قوات النظام بلغت ذروتها، وأن أعداداً إضافية من العناصر يعتزمون الانحياز إلى صفوف الثورة".
***
بينما كنت منشغلة يوم الثلاثاء 29/11 في نقل كلمات المقالة السابقة عبر الأصابع من عقلي إلى كومبيوتري، دخل أبو جوزيف؛ ليقول لي أن المطبعة من أجل طباعة الكتيبات جاهزة، وما أن يعطيه صاحبها الضوء الأخضر حتى يخبرني؛ لأخبر بدوري شباب القابون.
وبينما خرجت المظاهرات في دمشق في عدة أحياء، منها القدم، والحجر الأسود، تم إطلاق نار في القابون، وجرت اعتقالات في كل من الصالحية وركن الدين وبرزة، طلع علينا على الشاشة النبّيح ش.ش مذكّراً أن "من حق النظام طرح الأسئلة على الجامعة بشأن لجنة المراقبين، لأن كل منهم سيكلف الحكومة يومياً 2500 دولار!".. وأن "الدراسة التي سيقومون بها " لا تتحمّل أكثر من يوم"!..
كما طلع علينا النبّيح ممتقع اللون، أحمد صوان قائلاً: الدول العربية بحاجة لسورية، وسورية ليست بحاجة للدول العربية!..
وأفادنا أن " لدى سورية كثيرا من الأوراق الإستراتيجية"؛ ولكن عندما سُئل عنها.. لم يجب!
لكن الإجابة جاءت فيما بعد من إيران (بعد حزب الله) في مهاجمة السفارة البريطانية في طهران، مرتين من قبل طلاب وطنيين متحمسين.. وبعفوية مطلقة!!

بقلم / ليلى مار
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حديث الشارع الدمشقي: حيص بيص الثورة (1) - ليلى مار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ليلة سقوط الوحوش - ليلى مار
» تفوقتم على الصهاينة ........... بقلم : الدمشقي
» سورية "غير"، وستصبح على خير - ليلى مار
» أنا إنسان.. ماني وحش - ليلى مار
»  النظام سقط وبإنتظار المفاجأة - ليلى مار

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ثوار حوران لدعم الثورة السورية  :: قسم الصحف و المقالات والتحليلات "منقول"-
انتقل الى:  
الساعة الأن بتوقيت (سورية)
جميع الحقوق محفوظة لـمنتدى ثوار حوران لدعم الثورة السورية
 Powered by ®https://thwarhoran.yoo7.com
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010