بشار حين يهذي

د. محمد مورو

الاستبداد حالة غير سوية، وهي بالطبع تمر بمراحل معينة، أولها أن المستبد يتصور أن شعبه راضٍ عنه تمامًا، وأن أحدًا لا يعارضه، وأن الجميع يحبه، والمرحلة الثانية هي أن هناك من يعارضه ولكن هذه قلة قليلة لا قيمة لها، والمرحلة الثالثة أنه إن زادت المعارضة عن مستوى معين فإن ذلك يعني وجود مؤامرة دولية ضد المستبد، لأنه هو صمام الأمان للبلد وللمنطقة وربما للعالم، وإذا زاد الأمر عن هذا المستوى من المعارضة، فإن المستبد يبدأ في الهذيان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وهذه المراحل هي ذاتها التي مرَّ بها كل الطغاة تقريبًا. ربما تختلط هذه المراحل بعضها ببعض كما في حالة القذافي، أو لا تختلط تمامًا كحالة بشار الأسد.

الجميع بالطبع رصد المراحل الثلاث الأولى، أما المرحلة الرابعة، وهي مرحلة الهذيان في حالة بشار الأسد فقد بدأت منذ أيام. فقد قال الرجل في مقابلة لصحيفة الصنداي تليجراف البريطانية أن القوى الغربية تخاطر بالتسبب في زلزال يحرق الشرق الأوسط إذا تدخلت في سوريا، وأن سوريا مختلفة من جميع الجوانب عن مصر وتونس وليبيا واليمن؛ التاريخ مختلف والسياسة مختلفة – لاحظ أن كل الطغاة المخلوعين في المنطقة في الآونة الأخيرة قالوا نفس الشيء، فمصر مختلفة عن تونس، ثم ليبيا مختلفة عن مصر وتونس وهكذا !!.

أضاف بشار الأسد أن سوريا هي المحدد الآن في المنطقة، وأنها خط الصدع، وإذا عبثتم بها فسوف يحدث زلزال، هل تريدون أن تروا أفغانستان أخرى، عشرات من أمثال أفغانستان، أي مشكلة في سوريا ستحرق المنطقة بالكامل، إننا نقاتل الإخوان المسلمين منذ الخمسينات ومازلنا نقاتلهم.

والمسألة بوضوح أن بشار الأسد بدأ يهذي، فهو يروج لنفسه بدعوى أنه يقاتل الإخوان المسلمين. ألم تزعم أنك تقاتل إسرائيل؟! إذًا هي محاولة لاسترضاء الغرب وأمريكا بدعوى التصدي للإخوان، وهو كلام قاله من قبل نظام مبارك والقذافي وحتى عبد الله صالح وابن علي، ولم يعد يخفى على أحد.

ثم يقول أنه سوف يكون هناك أفغانستان أخرى. من أين له بمقاتلين مثل طالبان، وهل أجهزته وحزبه الذي فشل في مواجهة اختراقات أجنبية على حد علمه، بحيث صارت هذه الاختراقات في كل مدن سوريا ونراها منذ شهور عديدة مستمرة، هل هذه هي الأجهزة التي فشلت في ذلك – إن كان صادقًا وهو كذوب بالطبع – تستطيع أن تواجه جيوشًا منظمة !! ثم إن أفغانستان بها شباب استشهادي لا يوجد لدى البعث تاريخيًا وجغرافيًا أمثالهم، ومن يجد استثناءً واحدًا على ذلك فليدلني عليه، رغم أن الاستثناء في حد ذاته لا قيمة له.

ثم يهدد الرجل بحرق المنطقة. كيف يحرقها، وهو لم ينجح في إقناع شعبه. ولا في بناء أجهزة قوية قادرة على حماية بلده على حد قوله من الاختراق، ثم هو يدرك أن مجرد التلويح بالتدخل، سيجعل الجميع ينفض من حوله، لأنهم ليسوا طلاب آخرة، بل طلاب دنيا، وأنهم لا يقفون معه حبًا فيه، بل خوفًا منهم أو تواطئًا من أجل اقتسام غنائم السلطة والثورة، لا أكثر ولا أقل.

لو انتهى نظام بشار فسوف يستريح الشعب السوري، وتستريح المنطقة، ولن يندم أو يأسف له أحد. والحقيقة أن الطغاة ينتهون مثل الفئران الميتة يهرب من رائحتها العفنة أقرب الأصدقاء قبل الأعداء.

هو يملك إسرائيل وأيران وهما تكفيان لحماية بشار لوقت طويل ولكن بالحظر الجوي و بتسليح الثورة وإنشقاق الجيش سيسقط النظام بإذن الله
مع أن بشار الأسد لا يحتاج لتهديدات لإسرائيل أمام الإعلام لأنها صديقتو ويراسلها بالخفاء
والنصر من عند الله

» كاريكاتير بشار الاسد مسخرة بشار الاسد
» بشار ..ارحل الى قم
» نكت بشار المنشار
» بشار وشبحتة جم فى* القران *
» هذه اصلاحات بشار !!!