منتدى ثوار حوران لدعم الثورة السورية
منتدى ثوار حوران لدعم الثورة السورية
منتدى ثوار حوران لدعم الثورة السورية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ثوار حوران لدعم الثورة السورية

إذا الشعب يوماً أراد الحياة ... فلابد أن يستجيب البقر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
لن تركع امة مطلبها الحرية ((عاشت سوريا حرة ابية))

 

 مجزرة قناة الدنيا بقلم المعارض السوري معتز الخياط

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابن سوريا الحرة
عضو جديد
عضو جديد
ابن سوريا الحرة


سوريا الحرة
ذكر
عدد المساهمات : 6
نقاط : 20
تاريخ الميلاد : 02/06/1970
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 26/09/2012

مجزرة قناة الدنيا بقلم المعارض السوري معتز الخياط Empty
مُساهمةموضوع: مجزرة قناة الدنيا بقلم المعارض السوري معتز الخياط   مجزرة قناة الدنيا بقلم المعارض السوري معتز الخياط 364988687الأربعاء سبتمبر 26, 2012 3:45 am




أخوكم معتز رسلان الخياط
مجزرة قناة الدنيا:
ليست مجزرة داريا هي الأولى من نوعها في سجل المجازر التي يسجلها الأسد
الابن في تاريخه منذ بداية الثورة، وليست غريبة أيضاً عن تاريخ العائلة
الموقر والذي عاشه السوريون في ثمانينات القرن الماضي على يد الأب المؤسس،
ويمكننا القول أيضاً إن المجازر ليست غريبة على الأنظمة الديكتاتورية في
التاريخ الإنساني أو على ثورات البشر ضد استبدادها.

لكن ما حصل في
داريا يسجل نقطة فارقة في تاريخ المجازر لا يمكن، ولا يجب، أن تمضي من دون
التوقف عندها طويلاً، فإذا كانت المجزرة بحد ذاتها حدثاً مكرراً وقابلاً
للحكم والقياس، فإن «المجزرة الإعلامية» التي لحقتها هي حدث استثنائي فريد،
ليس ضحاياه موتى بل ما زالوا أحياء يرزقون.

ليس القفز «الرشيق»
بين جثث القتلى لمذيعة بكامل زينتها هو الحدث الوحيد، بل أن تُقدِم امرأة
على إجراء مقابلة مصورة مع طفلة تتكئ على جثة أمها الميتة قربها، أن تستنطق
امرأة بكامل قسوتها طفلة بعينيها آلاف الأسئلة وما لا يمكن احتماله من
الخوف والدهشة، ذلك هو الحدث الجسيم. أن تتخذ امرأة من امرأة مثلها، لولا
أنها جريحة وكبيرة في السن، موضوع تصوير وفرجة وتمثيل مشهدي بجثتها
العائشة، فذلك ما تعجز اللغة المعروفة عند البشر عن وصفه أو هجائه بحروف
صامتة، وذلك أيضاً ما يحتاج إلى دراسة وبحث ليس لعلم النفس التقليدي وضمن
أدواته المعروفة أن يجيب عنها.
«مين هاي المرة اللي ميتة جنبك؟... هاي
أمي». لا نريد الحكم على السؤال من وجهة أخلاقية أو أيطيقية، ولكن لا بد من
التوقف عند طبيعة أو نوع القسوة الصادرة عن «المراسلة الحربية» لقناة
«الدنيا» بما تحمله من إهانة وامتهان للتراث الثقافي السوري، بل للتراث
الإنساني الرمزي للمرأة عبر التاريخ، والذي ترجمته البشرية بالخصب والخلق
والاحتواء والرعاية والاهتمام، القسوة المجردة لامرأة فارغة لا تشبه بشيء
قسوة البدائي الحسية أو قسوة الوحوش الضارية ولا قسوة المتمدن الصناعي
المغترب عن ذاته والعالم ولا قسوة الآلة التي تحطم الأشياء، هي قسوة من يرى
ذاته في المرآة فلا يرى سوى صورة تنظر إليه، هو لا شيء، حركاته في الصورة
هي هو، القسوة في السؤال لا يمكن إدراكها إلا بالتضاد، الحميمية والخوف
والدهشة وعدم التصديق والاستغراب وحدس الحقيقة وجهلها المعرفي الذي بدا
بعيون الطفلة هو التضاد، وهو الجواب عن السؤال، بقدر ابتعاد سؤال المراسلة
عن الحياة بقدر ما كان جواب الطفلة لصيقاً بالحياة، ولكن... كيف لنا أن
نفهم أو حتى نبرر المعنى، معنى السؤال الذي تسأله امرأة لطفلة. طبيعة
السؤال بذاته هو مجزرة للمعنى (مين، هاي، المرة، اللي ميتة جنبك). ولّدت
الحرب العالمية الثانية كل أسئلة الفلسفة الوجودية؛ اليأس، القلق، العدم،
الموت... الخ، ولكن لا شيء من ذلك، أو كلَّه، يعترينا ولا يكفينا عندما
نسمع سؤال المراسلة، القطيعة التي يحدثها وقع السؤال مع كل ما هو بشري فينا
لا يشبهها سوى الدهشة، دهشة البدائي أمام ظواهر لا يفهمها، ننظر الى
الموقف كنظرة البدائي، لا لغة تسعفنا لنترجم الشعور، هيولى الشعور بالغضب
والحقد والعجز والألم، مادة أولى من الصراخ، إنها طفلة تنام قرب أمها
الميتة أيتها المراسلة وأيها العالم.

السبق الصحافي الذي حققته
مراسلة «الدنيا» ليس سبقاً صحافياً بالمعنى التقليدي للخبر والصورة، بل هو
سبق تاريخي في انتهاك الحياة والموت، والمجزرة الإعلامية التي ارتكبتها
سابقة تاريخية في تاريخ المشهد والصورة، هي تصنيع القتلة المشاهدين من أي
فئة كانوا، هي قتل لهوية البشر، هي مجزرة للأحياء من خلف الشاشة، تمسك
الميكرفون كسكين حاد وتطعن المشاهد أمام الكاميرا ثم يأتي جواب الطفلة
ليفتح الجرح ويقتلنا من الجهة الأخرى للعالم المنسي في جوهر بشريتنا.

إن الانحطاط الذي أبرزته «مذيعة داريا» هو خرق لجدار الوعي، وفتح إعلامي
من نوع جديد، وهو مادة بحثية فريدة لعلم النفس الإعلامي والجنائي والحربي،
وهو مادة معرفية وفلسفية تستدعي التأمل وإعادة النظر بمصطلحات لم تعد تحتمل
المعنى الذي حملته من تاريخها، كالمرأة، الطفولة، القسوة، الألم، الجريمة،
ويحتاج إلى هجاء شعري ليس متاحاً للشعراء بعد.

إن تغطية الحدث
بالطريقة التي قدمتها قناة «الدنيا» السورية يعرّي ويكشف أكثر بكثير مما
يغطّي، ويضعنا مباشرة في مواجهة كل القيم الفلسفية والدينية والعلمية
والأخلاقية التي أنتجها الإنسان عبر تاريخه الطويل، فإن لم نكن أمام حالة
شذوذ نفسي وأخلاقي من النوع الخطير وغير المؤسس والممنهج، فنحن أمام كارثة
قيمية نتحمل جميعاً مسؤولية من يبدأ بتصديرها إلى البشرية.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مجزرة قناة الدنيا بقلم المعارض السوري معتز الخياط
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المعارض السوري معتز الخياط .. بيان رقم 1
» بيان رقم 2 من المعارض السوري معتز الخياط
» كلمة "الحمد لله" هي إنتصار للثورة السورية وللشعب السوري في الدنيا والأخرة
» اخوكم المعارض معتز الخياط ..
» بشار في قناة الدنيا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ثوار حوران لدعم الثورة السورية  :: القسم الإسلامي-
انتقل الى:  
الساعة الأن بتوقيت (سورية)
جميع الحقوق محفوظة لـمنتدى ثوار حوران لدعم الثورة السورية
 Powered by ®https://thwarhoran.yoo7.com
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010