منطق طائفي

موضوع: منطق طائفي الثلاثاء يونيو 19, 2012 11:58 pm

منطق طائفي
مقداد الحمداني
الأحد، 17 حزيران، 2012 الساعة 01:10

كل سني وهابي، وكل وهابي إرهابي، وكل إرهابي يجب أن يقتل، إذن السني يجب أن يقتل.
السني ليس مؤمن، وغير المؤمن ليس له عرض، والاغتصاب يكون في انتهاك العرض، إذن لواط السني في سجون حكومة شيعة آل البيت ليس انتهاكا للعرض.
خلق الله المال لآل البيت، وآل البيت أعطوه لأتباعهم، وأتباع آل البيت هم الشيعة، والسنة ليسوا من أتباع آل البيت، إذن السنة لا مال لهم.
الأرض خلقها الله لآل البيت، وآل البيت أوقفوها على شيعتهم، فالسنة لا أوقاف لهم.
الكلام إما إيمان وإما كفر، والإيمان يكون في تأليه آل البيت، والكفر دون ذلك، إذن كل كلام دون تأليه آل البيت كفر.
الخير في اللطم والتطبير، لا في البناء والتعمير، فمن لطم وطبّر، فهو عراقي مخلص أغر، ومن بنى وعمّر فهو خائن أغبر.
السني إذا دافع عن عقيدته فهو طائفي، والشيعي إذا دافع عن عقديته فهو مظلوم يطلب حقه.
هذا هو المنطق الذي نعيشه اليوم، فعندما يكتب أحدنا مقالات يطالب فيها بحقوقه التي كفلتها له القوانين والأديان السَوِيّة يقال عنه أنه طائفي، وحتى يثبت أنه ليس بطائفي فعليه أن أن يقبل بسجن أهله بدون تهم ولا محاكمات، وعليه أن يقبل باغتصابه حين يدخل السجن الذي لا يخرج منه إلا بمعجزة من رب السماء، وعليه أن يقبل بمناهج تفرض عليه مذهبا معينا، وعقيدة طائفة واحدة لا غيرها، وإلا فهو طائفي، وعليه أن يقبل بسماع السب والشتم لرموزه الدينية التاريخية، وإلا فإنه طائفي، وحين يخرج شيخ يقول أن مذهب الشيعة باطل فإنه يتهم بالطائفية والإرهاب، ولكن حين يخرج معممون كثر يسبون أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ويسبون كبار أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فإن هذا تعبير عن الرأي مكفول بالقانون والدستور.
وصلتني إيملات تهديد بالقتل، وإيملات أخرى تستدرجني لمعرفة مكان سكاني في العراق، وآخرها مقال في موقع كتابات يحرض صراحة على قتلي بقلم كاتبة من الجنوب كما تدعي، وكل هذا ليس حربا طائفية، ولكن حين نكتب نحن نطالب بحقوقنا الإنسانية، بل نطالب بأدنى حقوقنا الإنسانية، وأقصد بالذات سنة البصرة الذين أتشرف بالانتماء لهم، وأتشرف بأني صامد معهم في وجه الاحتلال الفارسي لمدينتنا فإننا حينها نتهم بالطائفية.
ليهدد من يهدد، وليتهمنا من يتهمنا بأي شيء، فإننا سنبقى نطالب بالحقوق الإنسانية لسنة البصرة، أولئك المنسيون في متاهية السياسة العراقية التي نعيشها، فنحن نعيش في ظروف لم يعشها اليهود مع هتلر، ولا المسلمون مع هولاكو حين دخل بغداد، مساجدنا تهاجم، وتهدم، وهناك عشرات العشرات منها اغتصب وتحولت إلى حسينيات، وعشرات العشرات من الآلاف هجروا إلى مدن أخرى، وبلدان أخرى، تلصق الصور الطائفية على أبواب بيوتنا، وإن تجرأ أحدنا وأزال تلك الصور فإنه يزال من على وجه الأرض، وتوضع الأعلام الطائفية على أسيجة البيوت، ومن كان شجاعا فليحاول رفع أحد تلك الأعلام، ففي ذلك الوقت سوف يرفع رأسه من على كتفه، وقائمة الإرهاب الطائفي التي تمارس ضدنا كثيرة، فأولادنا في المدارس يضطرون لسماع الخطب والأناشيد الطائفية، ويجبرون على سماع كلام السب والشتم لرموزنا الدينية من قبل المعلمين الطائفيين، والطلاب الذين رضعوا الحقد علينا مع حليب أمهاتهم، ولا أحد يجرؤ على الاعتراض، لأن القتل، والاغتصاب، والتهجير سيكون مصيره ومصير أهله، كل هذا يحدث لنا ولا أحد يقول بأنها حرب طائفية، لكننا عندما نطالب بأن يتوقف إرهابنا طائفيا فإننا نكون طائفيين، إليس هذا منطق المجانين؟
نعم أقولها صراحة أنا في الحراك الشعبي السني، يرضى من يرضى، ويغضب من يغضب.

» اليوم أنا طائفي
» الفيصل: النظام السوري يسعى لتحويل الأزمة في بلاده إلى صراع طائفي