المخابرات الطائفية في سوريا

البنية العامة لأجهزة المخابرات في سورية - أبو الشمقمق

إنه لمن الضروري معرفة مكونات هذه الأجهزة وأعمالها الاجرامية التي ترتكبها المخابرات في حق الشعب السوري الأبي ، وهي أعمال قلما سجل تاريخ الحروب والجرائم مثيلاً لها . إننا نقول ونؤكد أن هذه المنظومة القاتلة لم تكن لتقف أمام الشعب بكل جبروتها وإرهابها وممارساتها ، لولا تدخل الجيش الطائفي لصالح الحكم الفاسد بأسلحته المكدسة . لقد خارت قوة المخابرات العاتية عندما تصدى لها شباب الثورة بصدورهم العارية كما يقال . أدرك الديكتاتور قصور هذه القوة بكل ما تملكه من جبروت ، فأنزل الجيش إلى المدن بكل أسلحته ليحارب الشعب . فنشر ثلاثة آلاف دبابة على كامل أرض الوطن السوري وأبقى ألف دبابة احتياطاً استراتيجياُ له , ونقول مرة أخرى : إن الجيش نفسه قد عجز عن كبح الثورة منذ الأشهر الثلاثة الأولى فنفذت ذخيرته ووقوده وأنهكت عناصره وأوشك الحكم العلوي على الانهيار !

هنا ، تدخلت ايران بقوة وحزب الشيطان في لبنان وشراذم النمل العراقية الشيعية الطاائفية بقيادة مقتدى الصدر بإيعاز من مجوس ايران الصفوية وبترتيب وتشجيع المجرم نوري المالكي ، ولم يكن ذلك كافياً لانقاذ النظام الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة ، في النهاية ألقى الروس خشبة الانقاذ فتعلق ابن أنيسة بها . وتعهد الجميع على منع اسقاط النظام ومحاربة الشعب السوري ، وأسندوا دفة القيادة إلى الروس الذين أخذوا على عاتقهم تجديد الأسلحة العلوية وتوفير قطع التبديل للآلة المنهكة وحتى تزويدها بالذخيرة حتى بلغت حسب احصائيات روسية أربعة مليارات طلقة لرشاشات ( شيلكا ) فقط ، وهو رشاش رباعي السبطانات مخصص للدفاع الجوي ، من دون النظر إلى التكاليف المالية الباهظة وهي مديونية على سورية سواء بقي النظام أم ذهب . وانعقد جسر جوي من ايران ، وجسر بري من العراق ولبنان.

بنية منظومة المخابرات الطائفية في سورية :

1- شعبة المخابرات العسكرية : تتبع لرئيس أركان الحيش نظرياً من جملة الشعب والادارات والهيئات . أما في الواقع فهي مسؤولة أمام الديكتاتور مباشرة ( يراسها الآن عبد الفتاح قدسية بعد عاصف شوكت زوج بشرى الأسد ابنة المقبور الهالك الوحيدة ) وكان يرأسها علي دوبا سابقاً . وظيفتها الأساسية : حماية أمن القوات المسلحة ومكافحة التجسس .

- تتوزع فروع شعبة المخابرات على المناطق العسكرية ( المركزية في دمشق – الجنوبية في السويداء ودرعا – الوسطى في حمص وحماة – الساحلية في اللاذقية وطرطوس–الشمالية في حلب وإدلب – الشرقية في دير الزوروالحسكة والرقة – القنيطرة على الجبهة المفترضة ولها وضع خاص ) ولها في كافة المحافظات قسم أو نقطة بحسب تمركز القطعات القتالية .

2- الأمن السياسي : وهي مخابرات وزارة الداخلية . لها فرع في كل محافظة سورية ، كما لكل فرع قسم في كل من منطقة من المحافظة ، ولكل قسم نقطة في كل ناحية . وظيفتها حماية امن المواطن المدني على كامل أرض الجمهورية .( يرأسها اللواء محمد ديب زيتون )

3 – المخابرات الجوية : تابعة للقوى الجوية والدفاع الجوي . تتبع نظرياً لرئيس أركان هذه القوى ، لكنها في الواقع مرتبطة مباشرة بالديكتاتور . لها فروع في كل المحافظات السورية ؟ وظيفتها حماية أمن القوى الجوية في المطارات وأماكن تمركز الدفاع الجوي المنتشرة في أكثر من خمسين نقطة على النصف الغربي لسورية . ( يرأسها الآن اللواء جميل حسن الصغير )

4 – أمن الدولة : تابعة لمكتب الأمن القومي ، وقد أنشئت في الأصل لاستيعاب الجموع الهائلة المنتسبة إلى حزب البعث بفروعه وشعبه وتنظيماته الأصغر ومنظماته الشعبية والاتحادات بمختلف أنواعها ( الطلائع – الشبيبة - الطلبة – العمال – الفلاحين - النسائي – الحرفيين – الكتاب ...الخ ) لها فرع في كل المحافظات السورية . ( يرأسها اللواء علي المملوك )

5 - - مخابرات خاصة برئاسة الجمهورية . لها وجود مكثف للمحافظة على أمن الرئيس ولها نقاط في المدن التي يضم قصوراً للرئاسة مثل ساحل اللاذقية ولها فرع لفرز سيل المعلومات الواردة من بقية الأجهزة . لها هيمنة على كافة الأجهزة أي بمعنى آحر هي مخابرات على المخابرات .( يشرف على عملها اللواء محمد ناصيف خير بيك مستشار الرئيس)

6- قوات أخرى ومؤسسات لها صلة :

إن الأجهزة التالية أجهزة تكميلية غرقت في الفساد إلى درجة غيرمسبوقة و تمرست في السلب والنهب العلني وعانى منها الشعب الأمرين ، لأنها تعمل جهاراً بحكم مهامها التي تتصل مباشرة بشؤون الناس اليومية .

الشرطة : (في خدمة الشعب ) من جملة الشعارات الخلابة التي تحمل في معانيها السخرية من الشعب . تمارس عمليات تشليح وتشبيح علانية ، وإذا نقلت شكواك إلى أحد ، فسيحيلك إليها من جديد وهنا تدفع الثمن مضاعفاً ، مما يضطر الشاكي إلى ابتلاع شكواة والسكوت على الضيم والقهر . وأهون عقوبة تقع على المواطن على سبيل المثال أن يوقفك شرطي المرور ويسحب شهادة قيادة السيارة دون ذنب لتدفع له نصف المبلغ التي عليك دفعة للدولة . وإذا رفضت فسوف يحيلك إلى محكمة السير فترى العجائب والغرائب وتتمنى ان تكون دفعت أضعاف أضعاف المبلغ الذي ساومك عليه . وبهذا تكون قد تلقنت درساً لن تنساه . تدور يومياً آلاف القصص والأحداث في أقسام الشرطة بدءاً من شرطة المرور ومع شرطة النجدة ومع شرطة الهجرة والجوازات ومع شرطة المباحث وفروع التحقيق ومع شرطة البلدية والتبليغ وشرطة تنفيذ الأحكام القضائية ... الخ . وباختصار ، الأفضل لك أن تتنازل عن حقك مهما كان حتى حافة الجرائم الجنائية . إن الشرطة في وطننا بلاء من الله تعالى أفرزته عهود طويلة من الظلام ، لاأعرف كيف سيتخلص الشعب منه ! (1)

الجمارك : هذه المؤسسة أكاديمية حقيقية لتعليم أصول الفساد الموروث والمعمول به حالياً. فهي مهوى أفئدة الساعين إلى الثروة بأقصر الطرق وهم يبذلون أقصى مالديهم من الوساطات أياً كان شأنها في سبيل الانخراط في صفوفها ، لذلك لايصل إليها إلا أفراد الطائفة لأنها دجاجة تبيض ذهباً . ولعل مهمتها الرسمية ملاحقة المهربين لحماية الاقتصاد الوطني ، إلا أن جماركنا تحمي مهربي المخدرات وتقودهم إلى بر الأمان !! بالتسنيق مع أجزة المخابرات ، كل فيما يخصه . ويستطيع الجمركي البسيط العامل على نقطة حدودية شراء بيت بقيمة خمسة ملايين خلال عمل سنة واحدة بعد اقتطاع حصص المسؤولين المباشرين والأعلى مستوى . أشهر رؤسائها اللواء بشير النجار الذي سجنه حاقظ المقبور فمات في السجن غير مأسوف عليه بعد أن حاول تلطيخ سمعة الحكم الممانع والمقاوم بالتهديد بإعلان المبالغ التي يوزعها على أفراد الطائفة ، وكما فعل اللواء اسكندر سلامة لكن دون حساب ، إضافة إلى محاولته الاستقلال ببعض المليارات دون علم القائد بها ,وكما حصل من محمود الزعبي الذي انتحر بست رصاصات !!! لكي يحمله القائد أخطاء سلب ونهب الشعب السوري لمدة تزيد عن خمسة عشر عاماً من قبل الطائفة وإن كان هو نفسه غارقاً في الذنوب ، لأنه كان لايستقبل غيرهم في مكتبه ( كما يفعل فاروق الشرع الآن ) ولايوقع إلا على طلباتهم ولاينفذ إلا أوامرهم (2)

فرع مكافحة المخدرات :

المصيبة أن هذا الفرع هو الذي يدخل المخدرات على نطاق واسع . وهو من أكثر مصالح الدولة ثراء . يعمل بنشاط كبير على مستوى دولي ، بالتعاون من الجمارك وتحت إشراف من المخابرت . ويمتد نشاطه إلى دول الخليج العربي ومصر وشمال افريقيا وحتى اسرائيل وايران . ويدخل إلى هذا الفرع شلال من الذهب بحكم قيمة المخدرات العالية . وقد تناوب على إدارته أثرياء الطائفة على رأسهم العميد علي دربولي .

حرس الحدود ( الهجانة ) :

مجموعات من القوات التابعة للجيش تنتشر على قطاعات معينة قرب الحدود بمهمة مراقبة تسلل الغرباء وخاصة في المناطق الصحراوية الشرقية في البادية السورية التي لايسلكها إلا أفراد متمرسون في التهريب ، والحق أنها ترافق الغرباء حتى تبلغهم مأمنهم ! فتقتسم معهم المهربات . اشتهرت هذه القوات بمصادراتها من التبغ المهرب والمشروبات الروحية بكميات خيالية فكانت تغطي احتياجات المخابرات بكافة فروعها ومايزيد يذهب كهدايا للقيادة القومية والقطرية للحزب فينعمون بتدخين ( المالبورو والكنت والفايسروي و البولمول واللكي ستريك ) ويشربون ( الجوني ووكر بلونيه الأسود والحمر ) أما دخان الشعب من الحمراء والشرق فيندر وجوده في الأسواق . كان على رأس هذا القوات عام 1970الملازم الأول الأردني البعثي الذي كان يدعي أنه هارب من جحيم الملك حسين ( بهجت عبد اللات ) واختار النضال في سورية بدلاً من النضال في الأردن ليتمتع بما يسرقه من الشعب !

الأمن الجنائي :

المفروض أنه تابع لقيادة الشرطة . وهو بؤرة حيقية تمارس كل أنواع الظلم والتعسف بما لايخطر على بال . وهم يعتقلون البريء ويطلقون المجرم ويبتزون النقود من الطرفين . وتدور في دهاليزها كل أنواع الموبقات من سكر وعهر وتعذيب . لها أقسام ملازمة لكل بلدية مع أقسام الشرطة سواء كانت في المدن الكبرى أو المحافظات وتسمى الباحث الجنائية .

إدارة السجل العدلي :

وهي إدارة مرتبطة بالمخابرات مباشرة من جهة وبالأمن الجنائي من جهة أخرى ، تحتفظ بسجل موثق لكل سوري وما يكون قد ارتكبه من جرائم أو جنايات . لايستطيع أي مواطن الجصول على أية وظيفة في الدولة أو المغادرة دون الحصول على وثيقة موقعة من قبل الادارة باسم ( لاحكم عليه ) ، وعليه فالمواطن البريء بسعر المذنب مالم يدفع المعلوم . في هذه الادارة ترتفع قيمة الرشوة ارتفاعاً كبيراً بسبب صعوبة الحصول على وثيقة لاحكم عليه وخاصة إذا كان محكوماً أو لم يؤد خدمة العلم .

الجيش الشعبي :

انطلقت هذه التسمية في أيام الوحدة لتقديم الدعم للجيش النظامي عند الانطلاق لتحرير فلسطين ! ضمت شراذم قليلة العدد وبواريد من الحرب العالمية الأولى . ماتت الفكرة بعد التقلبات السياسية ، لكن التسمية والمكاتب بقيت . وضع القائد الخالد النقيب ابراهيم العلي الذي ثار على الانفصاليين فحكم بالاعدام ,وضعه قائداً للجيش الشعبي الذي لاوجود له ليتخلص من منافس محتمل من الطائفة وليكسب رضا أتباع سليمان المرشد لأنه أحد أتباعة ، وقد كان له دور معروف في النزاع بين القائد وأخيه المجرم رفعت . وأعطاه ميزات وزير وميزانية وزارة , ومازال على رأس عمله حتى هذه اللحظة !!

(1) - روى جار لي أنه رأى في طريقه وهو عائد من الفرن القريب يحمل ربطة خبز رأى جثة رجل ملقى في الشارع ففزع من الخوف ، وقرر إرضاء لضميره وخوفاً من الله أن يبلغ الشرطة ، ولما خشي على نفسه من التورط ذهب إلى هاتف قريب واتصل بهم وأخبرهم بما رأى . ضحك منه الشرطي وقال ساخراً : هل رأيت الجثة بنفسك ؟ قال : نعم . قال الشرطي ساخراً : تعال واكتب تقريراً ! لكن ، لاتنس إحضار القاتل معك !!

(2) – عاد أحد الأشخاص السوريين المشردين في الأرض لتحصيل لقمة عيشه التي سرقها النظام الطائفي . كان يعمل في الخليج . توقف في نقطة الحدود فخضع للتفتيش من قبل الجمارك وبحثوا في سيارته فجوة فجوة ، ولما لم يجدوا شيئاً إلا بعض الملابس البالية ، ساله العنصر : أين تخبىء نقودك ؟ قال : لايوجد معي نقود ، أرسلتها عن طريق البنك ! قال الجمركي : وتخسر نسبة عالية لصالح البنك لكي لاتعطينا المعلوم ؟ كيف سندعك تذهب على الناشف ؟ قال المغترب: أنتم كرماء ونحن نستاهل !!

هنا استدار الجمركي وأمره بسحب الدولاب الاحتياطي من السيارة ووضعه جنباً قائلاً : هل ظننت أنك ستفلت منا ؟ اذهب الآن وواصل سيرك ، راقثتك السلامة !

» بريطانيا وضعت خططاً سرية لإقامة مناطق آمنة.. وعناصر من المخابرات الأمريكية والبريطانية في سوريا
» المخابرات السورية تعين أيمن الظواهري خليفة الرسول على المسلمين
» التعاون الإسلامي تحذر من حرب أهلية في سوريا.. وأعضاء يقترحون تعليق عضوية سوريا في المنظمة ... الاثنين 25-6-2012
» لا يفل الطائفية إلا ذبحها وذبح معتنقيها
» حمصي في فرع المخابرات – ابو عمرو محمود