[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كشفت صحيفة “الفيغارو” الفرنسية، في تقرير لمراسلها “جورج
مالبرونو”، أن روسيا أقامت، في الربيع الفائت، قرب الحدود التركية، محطة
مراقبة تسمح للنظام بمراقبة تحركات الثوار السوريين في تلك المنطقة
الإستراتيجية.
وتضيف “الفيغارو: حسب مصدر غربي، فإن نشر روسيا للمحطة يؤمن غرضين: من
جهة، مراقبة منشآت حلف شمال الأطلسي على الجانب الآخر للحدود، وخصوصاً
قاعدة “أضنة” الأميركية، المقابلة للحدود السورية. ومن جهة ثانية، توفير
وسائط تسمح لنظام بشار الأسد بمراقبة ما يجري في الجانب التركي من الحدود،
حيث يتمركز مئات المعارضين المسلحين تحت راية “الجيش السوري الحر”.
وتقع مدينة “كَسَب”، حيث أقيمت المحطة، على بعد ٣٠ كيلومتراً من
اللاذقية، وسكانها الأصليون من الأرمن الذين حلّ محلّهم “علويون” في القرن
الماضي. ويسكن المدينة حاليا عددا متساويا تقريبا من الأرمن الموالين
للنظام ومن العلويين.
ويضيف المصدر الغربي: “إن كَسَب، التي تقع على ارتفاع ١٣٠٠ متراً، تعدَ
مثابة موقع رصد إستراتيجي للنظام السوري يسمح له برؤية ما يجري في الجانب
التركي من الحدود، وكذلك في المناطق الحدودية من سوريا نفسها”.
مراقبة الثوار:وتقع ”كَسَب” على أقل من ١٠ كيلومترات من أولى قرى ”جبل الأكراد”،
الذي يخضع لسيطرة الثوار حالياً، والذي يمكن أن يصبح، في المستقبل، منطقة
محرّرة من جانب ”الجيش الحر” وحلفائه الأتراك والغربيين والخليجيين.
ولمواجهة هذا التهديد، فقد شن الجيش السوري منذ الأسبوع الماضي هجماً على
”الحفّة”، وهي جيب ”سنّي” يقع في ”جبل الأكراد”، فضّل سكّانه الفرار
خوفاً من تصفيتهم على أيدي الجنود السوريين. إن إقامة محطة رادار في
”كَسَب” يندرج بالتأكيد ضمن مخطط الدفاع عن هذا القسم من الأراضي السورية
المجاور لتركيا.
وتضيف ”الفيغارو”: إن هذا التمركز الجديد للروس في قلب منطقة
إستراتيجية للدفاع عن النظام السوري يمكن أن يدفع بجهاز ”السي آي أي”
لتوفير مزيد من المعلومات الإستخبارية للثوار حول مواقع محاربيهم، وكانت
الاستخبارات الأميركية قد تحفّظت حول تزويد المعارضين السوريين بمعلومات
حسّاسة، وبالأحرى عن تزويدهم بأسلحة، خوفاً من إساءة استخدامها.
كما تملك روسيا محطات تنصّت أخرى في سوريا، إحداها على مرتفعات ”جبل قاسيون” قرب دمشق.