الثورة السورية، هل هي بحاجة لتدخل خارجي؟ - عبد الغني محمد المصري

الثورة السورية، هل هي بحاجة لتدخل خارجي؟ - عبد الغني محمد المصري

يتفق جميع المحللون، وكذلك تصريحات الدبلوماسيين الغرببين، على عدم وجود أية فرصة لتدخل عسكري خارجي.

روسيا تقدم مبادرة،-بموافقة الغرب-، من ضمن بنودها تشكيل مجلس عسكري من 14 ضابطا، 6 منهم من العرب السنة، 4 علويون، 1 كردي، 1 اسماعيلي، 1 درزي، 1 مسيحي.

ومن ضمن بنود المبادرة أيضا، تقسيم المجلس الوطني الإنتقالي على شكل نسب تضمن

المحافظة على هيكلية تتوافق مع تشكيلة المجلس العسكري المقترحة.

فما هو توقعنا لرد فعل الثورة على الارض لهذه الاقتراحات البائسة؟

-- بداية، لم تتقدم روسيا بمبادرة، إلا بعد رؤيتها مؤشرات تسارع تهاوي النظام، خاصة بعد طرق رأس الأفعى في دمشق.

-- تشكيلة المجلس العسكري، تؤسس بشكل فاضح للطائفية، علما أن الثورة، هي ثورة على الطائفية، ومع المساواة للجميع. واذا كان لا بد من التقسيم الطائفي للمجلس العسكري، فليكن بنسب الطوائف على الآرض، اي 80% للسنة عربا، وكردا، وهي تعادل 11 ضابطا من 14 ضابط للسنة، وضابط علوي، وضابط درزي، وضابط اسماعيلي، وضابط مسيحي. وبذلك تيكون المجلس من 15 ضابط.

-- روسيا، يمكنها أن تقدم هذه المبادرة، أو تفرضها على بشار، ونظامه، ولايمكنها فرضها، أو عرضها على الثورة، التي تتهمها روسيا بالإرهاب.

-- الارض، هي من تفرض الحقائق، والثورة، بجناحيها السلمي، والعسكري، تسيطر على الأرض، وهي من بدأت العمليات الأخيرة لخلع بشار، وحصاره في وكره. و لامبادرة سوى ما تفرضه الثورة، وأبطالها .

-- الثورة لا تحتاج إلى تدخل عسكري، فقد دخلت الثورة مرحلة الحسم، وسيرى النظام، وروسيا، والعالم كله، تهاوي الصنم، عندما ينفصل الجسد السني عن الجيش. نحن، السنة، وهذه ليست طائفية، لأننا 80% من الشعب، لا نحتاج شرقا او غربا في هذه المرحلة، كل ما نحتاجهـ تكاتف الجهود الإعلامية، والاجتماعية، لحض أهالي المجندين، والضباط، السنة على الانسلاخ عن الجيش، وهو قادم، بسبب المجازر الطائفية المتكررة، وبسبب تفسخ الجيش، وانتشاره العريض على الارض، وكذلك بسبب الجوع، وانتشار عدم الانضباط، ورفض الاوامر في قطاعاته.

كما أصمت روسيا الآذان عن الثورةـ وتجاهلتها في البدابات، ثم اعترفت بها، والآن يتواطأ العالم، ويتطلى خلفها، لانقاذ الطائفية، سيدرك هذا العالم قريبا، أن الثورة قد شبت عن الطوق، وانها هي بأفعالها من ستفرض شروطها، ومبادرتها.

ماالمطلوب من الثورة السورية، والجيش الحر؟

-- المطلوب من الثورة السورية، بيان أن الخطة بمجملها مرفوضة، وغير مقبولة، لأن الحراك على الأرض من يرفضها.

-- على الثورة السورية، أن تطرح مبادرتها الخاصة بها، وتطالب المجتمع الدولي بتبنيها، وتبين بشكل قاطع ان من يريد ان يفاوض، فمن خلال مبادرة الثورة السورية فقط، ولامبادرة غيرها.

-- على الجيش الحر، عدم الإلتفات، إلى المبادرات السياسية، او غيرها، بل عليه أن يجعل كل تركيزه تحقيق المكتسبات على الأرض، لأن الفعل العسكري على الأرض هو من يفرض مبادرة الثورة على المجتمع الدولي.

الثورة منتصرة، والجميع يريد خطف الانتصار، وتقزيمه، المنتصر هو من يفرض مبادرته. روسيا "كش ملك"، انتهى آخر دور لك في المنطقة.

» بشار و "سالمة يا سلامة" - عبد الغني محمد المصري
» متخلفان، يواجهان ثورة في سوريا - عبد الغني محمد المصري
» الموقف الروسي، واتفاقية سايكس بيكو - عبد الغني محمد المصري
» من مآثر الثورة السورية العظيمة – سلام المصري
» صور منوعة للثورة السورية