انتقدت الصحف السورية الصادرة صباح الأربعاء في دمشق إقدام دول غربية
على طرد السفراء السوريين، ردًا على مجزرة الحولة في حمص التي راح ضحيتها
الجمعة أكثر من مئة مدني.
وتحت عنوان “سعار دبلوماسي” كتبت صحيفة البعث الناطقة باسم حزب البعث
العربي الاشتراكي “ما معنى أن يقرر الأطلسيون طرد السفراء السوريين دفعة
واحدة بينما كان كوفي عنان في دمشق يبحث سبل إنجاح خطته”. واعتبرت الصحيفة
أن هذه الخطوة “حركة مكشوفة بقدر ما هي مشبوهة وضربة في الصميم لجهود عنان
للإيحاء بأن الزمن الآن هو زمن الحرب وأن المواجهة العسكرية باتت أمرًا
محتمًا”.
وانتقدت الصحيفة السياسة الخارجية للرئيس الفرنسي الجديد فرنسوا هولاند
معتبرة أنه “يلوح بخطاب الحرب مجازفًا بالتضحية بسياسة فرنسا الخارجية كلها
على مذبح استرضاء إسرائيل وتحت تأثير الدولارات القطرية”. وقالت الصحيفة
“لم يرحل ساركوزي، ولم يغادر (رئيس الحكومة البريطاني السابق توني) بلير
مكانه، فالروح الاستعمارية بكامل لياقتها”.
أما صحيفة الوطن القريبة من السلطات في سوريا، فقد انتقدت مغادرة عنان
سوريا أمس الثلاثاء إثر لقائه الرئيس بشار الأسد “دون أي إدانة لأي من
الدول التي تمول وتسلح وتحتضن المقاتلين في سوريا، مكتفيًا بالعبارات
الدبلوماسية”. وأضافت الصحيفة أن مهمة عنان تبدو “وكأنها تقتصر على إلزام
الشعب السوري دون سواه بسحب آلياته وجنوده وفتح المجال أمام المسلحين
ليرتكبوا مزيدًا من الجرائم وعمليات الخطف والقتل”.
وتحدثت الصحيفة في مقال آخر عن تقارير حول “أحداث أمنية خطيرة تكشف عن
تورط إسرائيلي في عمليات تقويض الأمن داخل الأراضي السورية”. وذكرت الصحيفة
أن “أربعة من موظفي بعثة مراقبي الأمم المتحدة التي تعمل في سورية، وكان
هدفها المعلن هو المساعدة في وقف العنف فيها، قاموا بإنقاذ جاسوس أجنبي
وتهريبه بسيارتهم خارج البلاد أثناء زيارة لمحافظة حمص السورية في بداية
شهر أيار مايو الجاري”. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المعلومات “يصعب تأكيدها
خاصة أن بعثة المراقبين تلتزم الصمت التام أمام الصحفيين، كما يرفض
المراقبون اصطحاب الإعلام في الكثير من المواقع التي يزورونها بحجة أن
المسلحين يرفضون دخول الإعلام”.