قصة شهادة .. في عاصمــة الثورة السوريــة

الشهيد البطل ... الفنان مثنى المعصراني .. ابن 50 عاماً .. خرج من منزله قرب مطعم الجاجة منذ أن وضعت حواجز حي باب هود وانقطاع الكهرباء بشكل متواصل عن الحي .. مثله مثل الكثيرين ..
... ذهب ليسكن عند والدته في حي الانشاءات منطقة التوزيع الإجباري ...
في أول يوم قصف على حي باباعمرو والانشاءات في الثالث من شهر شباط الماضي وتحديداً بوقت الفجر وأثناء عودته أو ذهابه إلى جامع الوفائي .. أرداه إحدى القناصة وقام بضربه رصاصة في قدمه .. ولم يستشهد ..
حاول النهوض والمشي إلى اقرب ضفة رصيف فلم يستطيع ان يتحرك سوى متر أو اكثر قليلاً ..
سمع الناس أصوات استغاثة منه ( يا اهل النخوة .. يا اهل الخير .. انا لسا ما متت ساعدوني .. ) مع العلم كانت القذائف بدأت تنهال على الحي في السابعة صباحاً ..
حاول احد الشباب التقدم نحوه ليقوم بمساعدته لكن رصاص القناصة كان له بالمرصاد ولم يستطيع انقاذه ... حاول آخر كذلك لم يستطيع لأن القناص كان يقوم بضرب كل من يريد انقاذه او سحبه
واستشهد مثنى .. لأنه كان ينزف وبحاجة للدم !! .. ولم تسحب جثته بعد .. حتى أنه ظهر على شاشة العربية والجزيرة بأول يوم قصف .. وكان المصور يقول :
( شهيد في حي الانشاءات ولانستطيع سحبه بسبب القناصة )
في مساء ذلك اليوم .. قام شباب من الجيش الحر بمحاولة سحب الجثة او رمي القناص لكن أحدهم اصيب بقدمه ..
وبقيت محاولة سحب الجثة يومين متتاليين ولم يستطيع الشباب سحب الجثة من الشارع , لتأتي الكلاب بعد ذلك وتنهش جزء من جثته في ظلام الليل :
( حسبنا الله ونعم الوكيل .. مع عجز شباب الحي عن سحب الجثة
مع العلم أن القصف كان متواصل على الحي طوال وجود الجثة في الطريق ! ليصل بعد ذلك الجيش النظامي والشبيحة للمنطقة بعد مرور ثلاثة أيام .. لتختطف جثتة الشهيد ..
الذي استشهد ليس برصاصة ... إنما لعدم القدرة عن انقاذه .. استشهد في طريقه إلى صلاة الفجر
الله يرحم الشهيد ..ويصبر أهله .. إن شاء الله بتلاقوه بجنات عرضها السماوات والأرض

هذه الأحداث نقلاً عن بعض العائلات التي قابلتها من حي الانشاءات

أب إيــاد

اللهم آمين يارب
بوركتي أختي على متابعتك الرائعة
وجزاكي الله عنا كل خير
أشكرك من كل قلبي
دمتِ بحفظ الله ورعايته