السوري في العيد

العيد يوم الفرحة، وعنوان البسمة ولقاء واجتماع شمل الأهل والأحبه، عندما كان كل أفراد العائلة من عساكر ومغتربين ومسافرين يبذلون الغالي والرخيص جاهدين العمل للوصول للبلد والاهل قبل صلاة العيد ،هكذا كان العيد يعني لنا سابقاً أيام الطفولة، وهكذا نقشت بالذاكرة معانيه وصوره وذكرياته.

جائت فترة الغربة والتغريب والتهجير، منذ عشرات السنين تحت هيمنة هذا النظام الظالم في عهد الاستبداد ، ليصبح العيد لوعة وحسرة وشوق وبكاء لتشرد غالبية العوائل السورية،فالمُهجَّر يبكي الوطن ويحلم العودة بعد ما عز اللقاء،والأهل والأحبة بالداخل، أصبح العيد ذكرى وبكاء على الأبن المعتقل، والأب المغيب والقريب المهجر، والغريب الذي منع من الحضور.عشرات السنين مضت على هذا الضيم ولم يكن يخطر ببال أحد أن يأتي يوم يقتل فيه عشرات السوريين في يوم فرحتهم ،وأن تكون الأضاحي في عيد الأضحى عشرات من خيرة أبناء شعب السوري، الذي لا يزال يقدم في كل يوم الدماء الزكية مهرا غاليا ثمناً للحرية منذ ثمانية أشهر.

قد عدت ياعيد والأوطان دامية والنعش يُنصب لا أرجوحة الولد

قد عدت ياعيد والقتلى لكثرتها في البحر والنهر تُلقى دونما عدد

تبكي الديار لاتدري أفارسها في غيبة الموت أم أمسى بلا تلد

من ذا سواه لنا في يوم محنتنا........مامن رجاء سوى من واحد الصمد

أنت الملاذ الذي نرجوا لكربتنا.........يافارج الهم فرج كربة البلد

فمن المسؤول عن هذه الدماء الزكية التي أرتوت بها كل المحافظات السورية وكانت حمص الوليد في مقدمتها...

مما لا شك فيه أن النظام السوري المجرم هو المسؤول الأول وليس الأخير عن كل هذه الجرائم ،التي لم يشهد التاريخ لها مثيلاً، من حيث السادية والتلذذ بالقتل، والاجهاز على المرضى وهم بالمستشفيات،أمور لم نكن لنصدقها لو قرأناها في كتب السير والتاريخ،لكن هذا النظام لم يرقب بشعبه إلاًّ ولا ذمةً،ولم يتورع عن قتل الأبرياء في أيام الأعياد ولا الأشهر الحرم ولا ليالي رمضان..نظام لم ولن يرتعد مالم يجد سلطة وقوة توقفه عند حدة وتمنعه من هذا التغول والإجرام.

لكن هل النظام وحده هو من يتحمل وزر وإثم هذه الدماء الطاهرة ،ألا يعتبر السكوت والتردد واللامبالاة والتباطئ بالمواقف من قبل الأفراد والمؤسسسات المدنية والحكومية والمنظمات الدولية هوأيضاً مشاركة في أزهاق هذه الأنفس والأرواح؛؟

وألا يُعتبر كل من يقدم مصلحته الشخصية ومكاسبه الفردية على المصلحة الوطنية، ويتسبب في تبطيء وعرقلة كل من يريد نصرة الثورة ودعم الثوار، ويهدم الصف الموحد ويبتز ويشارط لأجل ضهوره الشخصي ،ألا يُعتبر هو الآخر من حيث يدري أولايدري أنه يخدم النظام ويشارك بشكل مباشر أوغير مباشر بحمل هذه الأوزار ونزيف الدماء.؛؟؟

سؤال يجب على كل واحد منا أن يسأله لنفسه في كل لحظة وفي كل حركة وتصرف يقوم به وهو يزاحم على متاع زهيد من هذه الحياة الدنيا الفانية.

ورغم كل الجراحات والآهات فإن كل من استنشق الحرية وذاق طعمها يشعر بإنه قد ولد من جديد ،وأصبح عمر الشعب السوري هو ثمانية أشهر فقط لا غير ،هذا هو عمر الحرية حيث ولد الشعب والثورة.

فهل نُثمّن ونقدر قيمة وحجم هذه التضحيات التي قدمها ولايزال يقدمها لنا شعبنا ،وهل نتعالى عن خلافاتنا العرقية والحزبية والسياسية في هذه المرحلة الحرجة إحتراماً لأمهات الشهداء،و لنيل حريتنا وكرامتنا والوصول لوطن حبيب يتسع لكل السوريين.؟؟

د.مصطفى الحاج حامد

طبيب وكاتب

drmh2009@hotmail.com

» المساعدات الروسيه -الايرانيه للنظام السوري والمساعدات العربيه للشعب السوري
» عاجل رسميا التلفزيون السوري يعلن مقتل وزير الدفاع السوري داود راجحة واصف شوكت بتفجير دمشق
» صورة : أضحية العيد بسوريا بشار الأسد لا يصلح
» كيف سينتصر الشعب السوري؟؟
» صور علم الاستقلال السوري