كشفت مصادر داخل “الجيش السوري الحر”
لـ”السياسة” امس, ان سبعين في المئة وربما اكثر, من مواقع وثكنات وحواجز
الجيش السوري والشبيحة, لم يعد لها وجود في مدينة حمص ومدن وقرى محافظتها,
وكذلك خمسين في المئة من مدينة حماة والمناطق التابعة لها, فيما كشف تقرير
للامم المتحدة, ان القوات التابعة للرئيس بشار الأسد, قامت بإعدام اطفال في
سن الثامنة وتعذيبهم واستخدامهم “دروعا بشرية” خلال عمليات عسكرية ضد
معارضين.
وقال العقيد سامي الكردي الناطق باسم المجلس العسكري في حمص “اننا في كل
يوم نسيطر على مساحات أوسع وفي كل يوم تزداد اعداد المنشقين عن الجيش
النظامي, بحيث باتت قوات الاسد المتبقية في المنطقة لا تسيطر الا على الارض
التي تقف عليها دباباتها, بدليل ان الضباط والجنود لم يعودوا يجرؤون على
الترجل من هذه الدبابات ومن الاليات المصفحة في مختلف محافظة حمص”.
وتوقعت مصادر “الجيش الحر” استناداً الى هذه المعطيات الجديدة اللوجستية
على الارض, ان تتمكن من اعلان مدينة حمص عاصمة الثوار, على غرار إعلان
الثوار الليبيين مدينة بنغازي عاصمتهم, للانطلاق منها الى تحرير كامل
الاراضي السورية وتحويلها الى مخزن للمقاتلين والاسلحة الخفيفة والمتوسطة
والثقيلة, وقبل كل شيء وصلها بالمحافظة ادلب المحاذية للحدود التركية فيما
ستكون الاراضي اللبنانية الشمالية الواقعة على حدود محافظة حمص جسر التواصل
مع اهالي طرابلس وعكار ووادي خالد خصوصاً لمنع تسلل عناصر “حزب الله” الى
الاراضي السورية وبالعكس لنقل العصابات المقاتلة والأسلحة بالاتجاهين.
في غضون ذلك, كشف أوساط ديبلوماسية مقربة من وزير الخارجية البريطاني
وليام هيغ لـ”السياسة”, أن من اقرب السيناريوهات للتطبيق الآن هو إرسال
قوات مسلحة دولية الى سورية لحماية قوافل المساعدات الى المناطق المنكوبة,
تماماً كما حدث عندما ارسل حلف شمال الاطلسي قوات اوروبية واميركية لحماية
طرقات قوافل المساعدات للشعب البوسني المنكوب.
وأضافت الأوساط “إننا نتحدث عما بين 15 و20 الف جندي بريطاني باتوا جاهزين للانتقال الى سورية في أي وقت تصدر اليهم الاوامر”.